الخميس، 27 ديسمبر 2012

لو يعلم اولئك الذين سكنوك يوما كم جرّحوا فيك الجدران ..
كم خدشوا الأبواب ..
كم أرهقوا النوافذ ..
كم شرّعوا للرياح الهوجاء تلك الشبابيبك ..!
لو يعلم الذين سكنوا هنا أن لا شيء يطغى على ما تبقى ..ما علق هنا أو هناك في الزوايا العتقية .. تحت الوسادة ..بين الرفوف ..بين أزقة الغرف ..داخل الجوارير .. في رائحة الورد المجفف بين صفحات الكتب !
... لو يعلم الذين باتوا في حنايانا ذات يوم ..ذات برد ..ذات رغبة ..ذات شوق ..ذات "تجربة" ذات عاصفة ..ذات عشق ..ذات كره ..ذات انتقام ..ذات عبور ..كم أوجعوا تلك اللبنات ..كم تعشّقت أحلامهم ..والأمنيات ...كم حملت ذواتهم المتعبة كم تشرّبت وجودهم ...كم ألفت .. ..كم أبصرت منهم ..كم أدركت ..كم رأت فيهم ..
لو كانت الأبواب توصد و الستائر تسدل ..والنوافذ تغلق ..لكان الأمان زائرك الوحيد ولكنتَ خلوتَ بـ ـكَ ما يكفي كي تعتقكَ ..منهم ..ومنكَ


سناء
كان هناك كبار ..
أكبر منّا حجما ..
أكبر منّا عمرا ..أكبر منّا همّا ..
كانو يتسامرون ..يقتطعون من الليل أوله ..يتشاركون آخره ..يحلمون أوسطه ..
كان هناك كبار ..
... عذبوا ..حرّقوا ..نشرت أجسادهم ..طحنت عظامهم ..نثر رمادهم ..
كانوا كبار ..
اجلس بنا يا صديق .. نهندم هذا الطريق ..بما يليق ..
نخطوا خطوهم ..نرسم أثرهم .. يا صديقي تعال لنصبح كبار ..
اجلس لنتقاسم حطب النهارات الآتية ..دفء الليال الباردة ..وهج البقاء ..
تعال يا صاحبي تعال ..كان ذات يوم ..كان هناك صغار ..



سناء ظبيان

................

لا تبدو أنت ..!
ولا أنا أبدو أنا
ولا تشبه الأشياء ذاتها
نصطف في طابور الاستغفال والحماقة ..يستشهد من يسبق لمن تأخر ..بالكثير من الحكمة ..فينصت من تأخر بالكثير من الرغبة .

... حقيقة؛ لا أحد يتأخر !
فكلنا على ذات البعد من دائرة السوء والشر ..ولكن منّا من يشبه الفراشات حين تلقي بجناحاتها الخفيفة في النار كي تشوى وتحترق ..ومن ثم تحدّث !
ولا تكتفي ..

لا تبدو أنت ..!
متصحر هذا العام ..تائه عني ..غريب ..وحيد
لا تبدو أنت ..!
ولا الليل ليلك ..
ولا السَحرَ ..ولا حتى صوت الآذان !
وروحي ملقاة على عتبة الشوق والتيه ..
تدوسها القوارع ..تعلق في بساطير الزحام
يدنسها عبور أحدهم ..لا يلقى بالا للسؤال ..
لا تبدو أنت ..
ولا أنا أبدو أنا ..
وروحي مسجاة أمامي .. تستجدي قذيفة "رحمة" تعيد تكوينها..
أو صرخة رأفة تودعها الأمان ..
أكرر في عقلي المشاهد كلها ..أعيد صياغة الأحداث ..أقرأ بتعقل ..ثم أقرأ بالوجدان! ..ثم أقرأ بالجنون ..وبالجنان ..وأعيد القراءة أخيرا ببعض الأنوثة ..بتفاهة ..بطيش ..كلها القراءات تبوء بالفشل وينتصر الجبن والوضاعة والخذلان ..!
فأفكر أن المؤمن لا يلدغ ..فأين أنا وقتها من الإيمان !

هل أبدو أنا !
أكرر الاستغفار ...بقدر ما تتدحرج حبات المسبحة بين أصابعي ..أجلس هناك حيث لا أحد ..أهتز روحة وجيئة مع ربع دورة تحققها الأرجوحة ..يهدأ الطريق ..تشتد الاضاءة ..يقفل الليل كل الأصوات ..إلا صوت الدعاء ..والبكاء ..
أستعيد في ذاكرتي الطقوس السابقة ..أفشل ..ماذا كنت أفعل كل عام ..؟؟
وكيف كنت تبدو


لا تبدو أنت يا رمضان ..أم لا أبدو أنا ذات الانسان!!



سناء ظبيان

الجمعة، 3 أغسطس 2012

وجه الشهيد حكاية ..
لعين بصرها حديد
وكلكم روح حينا وحينا جسد
إلا هو وحده..روح وجسد في كل حين الشهيد
وجه الشهيد "سورة" ترتلها بسمة على شفاه والده ..و"ختمة" ترفعها دمعة على خد أمه ..
... للشهيد أغنية ..ترنيمة .. قصيدة تعجزنا هذه الدنيّة عن استيعابها ..في ذاك الوجه رائحة التراب ..ولون الماء ..ودفء البدر حين يشتدّ دنوّه ..وجه الشهيد مرفأ للنوارس المنهكة .. مخبأ للهاربين من وعورة الطريق ..من المهالك حين تكثر من العتمة حين تدلهمّ..
وجه الشهيد دليل ..وبوصلة لا تضل ..كائنا من كنت ..لغاية المنى بك تسير


سناء //
 

الأربعاء، 5 أكتوبر 2011

خجلى هي زهرة الأقحوان..
يوجعها انسكاب الدم في منعرجات "الربيع"
يسرق منها الحنين زهوّها ...
ويخطف ورق الصفصاف الدمشقي لونها
تبهت رائحة الطلع المكدّس وسط بتلاتها البيضاء..
... وتتفلت جذورها الغضّة ..ظمئى لبردى ..
لا يمنعها ..سوى مسافة ضئيلة جدا ..
صعبة جدا ..كـ إرادتكم..
عظيمة جدا ...كأنتم

الجمعة، 27 أغسطس 2010

قناديل رمضان






آن الأوان ..و..ستشتعل قناديل رمضان..


ستكون غاية في الروعة غاية في الجمال ..

تشعّ في كل مكان ..تتعلّق هنا أو هناك ..بين ستائر الظلام ..الذي سينهزم..



فقد آن الأوان

ستهتزّ قناديل رمضان ..وتتمايل شعلها مع نسمات السحر ..


كل يوم ..تتراقص على وقع طبل (المسحراتي)..وهو يهتف بنا


"يا نايم ..وحّد الدايم .."


..لا إله إلا الله ..
ستبدأ قناديل رمضان بالإشتعال .ستركع ..وتسجد ..وتلهج بالدعاء..



هذا خاشع ..
وهذا راج.
وهذا باك ..
وذاك شكور..
كلها ستنير ..كلها ستضيء..



وستبعث ترانيم عذبة لقراءات ..
تدندن أوتارها .. خوفا أو رجاء...

ستأنس هدأة الليل بها ..و ستسلى وحشته بإشتعالها ..!


في كل بيت ..في كل حارة ..في كل مكان ..

ستشتعل قناديل رمضان...


وتجود ..كالريح المرسلة... لن تنطفيء..لا أبدا لن تنطفيء..

سراجها دموع الخاشعين ... فتيلها تقوى المتقين.. ونورها توبة المذنبين .. .........

ستضيء ..وتضيء ..وتضيء..



ومع كل إنزواءة للشمس ..ومع كل جنحة لليل..
سيشتعل منها المزيد ...

هذا لربه قد عاد..
هذا قد أصبح من العبّاد ...



وهذا أناب واستجاب....

كلهم سيضيئون..في ليالي رمضان ..



آن الأوان ...



..ستشتعل .. ولن تنطفيء ..



لا أبدا لن تنطفيء قناديل رمضان .









رمضان 2003_1424







منتديات المسك

منتديات النوارس الأدبية

منتديات الساخر

الأربعاء، 25 أغسطس 2010

أقدام كبيرة

غداة خيبة


صبيحة حمق آخر

يقال أن بعضهم عبر ولم يغترف منه الموت قيد نفس

البعض الآخر ..ابتلعته خطواته ولم تترك منه نفْسا..!



ما تبقى منهم ..إلّاي ..ونفس أملكها بين جوانحي ....تصحبني حتى نهارا ..عسعسة ليل كئيب



الحلقة لم تكتمل ..ثمة ما يتخلل ..يتسلل بين كفين ..بين قبضتين ..!!

"لا عليك ...

سدد البصر تجاه الأفق !

سدد الرمي تجاه الخصم ..

ليس منّا ..ليس معنا .."



حينها ..وحين تئد الأرض بوحها ..وتلتقم الأرواح غفلتها..تصطف جذوعهم فوق شرفة الإنتظار ..عند تلك الساعة التي تتدثر فيها الشمس بحلكة الليل ..يحكمون غلق قلوبهم يمسحونها جيدا قبل أن يسدلوا ستائرها ..فلا يعيق دخول الظلمة شيء!



العنجهية التي تلفظها أنفاسهم المتهافتة لم تكن لتمهل الطريق حتى ينفض عنه بأس العابرين ..يسبقهم _رغم التعب _ ليلتقط بعض ما تساقط..بعضا مما وطيء الأرض سهوا (!!)..يُعلّق حاجياتهم على جدران الأرصفة الشاحبة ..يتوق لعابر يسأل فيزيح عنه عبء الأمانة ويردها لصاحبها إذا ما وافق منه عبورا .!



إبتسام هنا ..صدق شفيف هناك ..وبعض الإخلاص هاهنا ..والكثير من الأخلاق العالية متبعثرة حيث يصعب لملمتها ..شيء من الصراحة ..والقليل القليل من إحسان الظن ....كانت جميعها معلقة ..جميعها تنتظر أصحابها

"إمتلأت الحوائط..."

لا عليك .. الأقدام بخير



" تنحى جانبا .."

قالها ذات مرور .. لم تكن أقدامي على ما يبدو بالحجم الكافي لمرافقتهم ..كم كنت أود! ..عدت من حيث أتيت ..ليس إلى وطن ..بل إلى غربة ..فلقد كنت قاصدا الوطن قبلا ..غير أن"شعابها" لم تتعرف عليّ ..و"أهلها" أنكروا هويتي!



تزلف يهيّج الغثيان في بلعومك ...رياء يندلق من بؤبؤ عينيه ..بتكلف واضح وتصنع أوضح ...وعناق يريد به "الأخوة"..!

"شكرا لتفهمك"!!

لم يكن التفهم هو المشكل!



"إلتمس..لأخيك ..."

واحدة...



"دع القافلة تسير..!"

ثنتان ..



نعم..قم بتقليب صفحات التقوى ..!



لم يرضخ لأمري البصر لم يطاوعني تسديدا تجاه الأفق ..كان يهوي سحيقا نحو الأسفل نحو موطيء قدمي ..حيث تتعثر بهما الحجارة والحصاة الصغيرة ..



كنت أنفث غضبي بركل أي شيء يقف في طريقي ..أنتقل من حجر إلى حجر أركله حتى يذهب إلى حيث لا أراه ..وقد أتقصّد حجرا بعينه ..فأظل أركله حتى يتفتت ..حتى لا يتبقى منه شيئا ..



أصل عتبة الغربة ..أوصد الباب دونها _الحجارة_ ..!

هل بدأت أهذي ..وهل تمتلك الحجارة أي إحساس!



وما هي إلا حجارة ..وما كان مني إلا الركل..!!!

سبحان الله ..!



أسندت وجعي تجاه الحائط ..كان مائلا بما يكفي لأعلم عن ضجره وتشكيه من كثرة الإتكاء ..مائلا بما يكفي ليُسقط البصر تجاه الأرض ..حيث وقع خطوات مبعثرة

من أين تنحدر الخطوات الكبيرة ..!

"دعني أواسي خيبتي وسوء حظي بشيء من إحسان الظن..!"

كيف لم ألحظ أن الأقدام الكبيرة ..ليست كحجر!



هذه ثالثة ..

تمتلك إحساسا ..ها..!

هذه رابـ..



_قلتُ:...ها!

"الغيظ كبير ..أنة الصدر تكلمني ..تلوعني صباح مساء..!"



ليست الأولى ..هل تحدثني عن جرح ..وإيلام ..!

نم قرير الأسى ..و أحلامُك الكبيرة ..!



لم يطلع النهار إلا على استحياء ..منذ زمن لم ألحظ نور الشمس ..ألا تشرق فوق المصطفين المنتظرين ..الذين لم تنضج أقدامهم بعد!

..أخذت ألتمس لها العذر ..أخذت ألتمس للشمس سبعين عذرا ..لعلها لم تشرق بسبب أيها !

وكل يوم صرت أفعل ..حتى يأتي المساء ..والتعب قد أهدّ الفكر هدا..

فأنسى.....أن الشمس يومها لم تشرق ..!



لربما آن الأوان

"نمرة أكبر لو سمحت"

أحاول عبثا إستبدالها ..

المقاس لا يتغير ..!



الأقدام لا زالت صغيرة !



"لم تدهس ما يكفي ؟"

لم أفعل ..! لست أذكر أنني يوما فعلت ..!

لم يكن ركل الحجارة ..ليكفي!

ليست بذات إحساس ..!..ها؟



عدت أعد الأعذار ..

العذر يتبعه العذر...



كل الأقدام الكبيرة التي كانت تركل دونما هوادة ..والتي كانت تتأكد أنني ذهبت حيث لا تستطيع رؤيتي ..وتلك التي كانت تتعمد تفتيتي جيدا فلا أصلح للركل من جديد ..



إغترفت غرفة كبيرة من التقوى كنت أدخرها لأوقات اليأس التي تراودني غالبا إبان كل الركل.....ورحت ألتمس ألف ألف عذر ..أكررها علها تطفيء غيظ قلبي ..وأعيد إغتراف شيئا من التقوى حتى تهدأ نفسي ..أو تنتهي تقواي!

ولم تكن لتنتهي ...!



_ويحي لكم أزكّيها .. نفسي .._!!

بل كانت تعيد تهيأتي وتشحن إستعدادي دائما ... لأكون كـحجر "صالح" للركل .!

وكنته دوما بحمد الله !



لم أكن شيئا "لا" يذكر بكل الأحوال ..بل كنت كـ"شيء" يسمح للأقدام الكبيرة أن تجدد مقاساتها كل يوم

وتخلع عنها تلك الأحذية الأصغر مقاسا والمهترئة حتما ..!

غير صالحة لركل جديد!



صالح جدا ..طيب جدا ..أبتغي وجه الله في إلتماس عذر ميئوس ..أو بعدّها سبعين ..أبتغي وجه الله حين أنحني أكثر لمقاماتهم الشامخة ..وحين أحرص على إفساح الكثير من الأمكنة الصالحة لنبت الحجارة ليتسنى..ركلها حتى تذهب بعيدا ..حتى لا يراها أحد!



لله "تنحى جانبا.."



لله " إلتمس لأخيك.."



لله " أكظم غيظك.."



لله "تصدّق عليهم بمقاسات أكبر......"





لله ..لله ...!!



لله ...حتى حين أُركل



06-05-2006, 09:38 PM