الأربعاء، 25 أغسطس 2010

أقدام كبيرة

غداة خيبة


صبيحة حمق آخر

يقال أن بعضهم عبر ولم يغترف منه الموت قيد نفس

البعض الآخر ..ابتلعته خطواته ولم تترك منه نفْسا..!



ما تبقى منهم ..إلّاي ..ونفس أملكها بين جوانحي ....تصحبني حتى نهارا ..عسعسة ليل كئيب



الحلقة لم تكتمل ..ثمة ما يتخلل ..يتسلل بين كفين ..بين قبضتين ..!!

"لا عليك ...

سدد البصر تجاه الأفق !

سدد الرمي تجاه الخصم ..

ليس منّا ..ليس معنا .."



حينها ..وحين تئد الأرض بوحها ..وتلتقم الأرواح غفلتها..تصطف جذوعهم فوق شرفة الإنتظار ..عند تلك الساعة التي تتدثر فيها الشمس بحلكة الليل ..يحكمون غلق قلوبهم يمسحونها جيدا قبل أن يسدلوا ستائرها ..فلا يعيق دخول الظلمة شيء!



العنجهية التي تلفظها أنفاسهم المتهافتة لم تكن لتمهل الطريق حتى ينفض عنه بأس العابرين ..يسبقهم _رغم التعب _ ليلتقط بعض ما تساقط..بعضا مما وطيء الأرض سهوا (!!)..يُعلّق حاجياتهم على جدران الأرصفة الشاحبة ..يتوق لعابر يسأل فيزيح عنه عبء الأمانة ويردها لصاحبها إذا ما وافق منه عبورا .!



إبتسام هنا ..صدق شفيف هناك ..وبعض الإخلاص هاهنا ..والكثير من الأخلاق العالية متبعثرة حيث يصعب لملمتها ..شيء من الصراحة ..والقليل القليل من إحسان الظن ....كانت جميعها معلقة ..جميعها تنتظر أصحابها

"إمتلأت الحوائط..."

لا عليك .. الأقدام بخير



" تنحى جانبا .."

قالها ذات مرور .. لم تكن أقدامي على ما يبدو بالحجم الكافي لمرافقتهم ..كم كنت أود! ..عدت من حيث أتيت ..ليس إلى وطن ..بل إلى غربة ..فلقد كنت قاصدا الوطن قبلا ..غير أن"شعابها" لم تتعرف عليّ ..و"أهلها" أنكروا هويتي!



تزلف يهيّج الغثيان في بلعومك ...رياء يندلق من بؤبؤ عينيه ..بتكلف واضح وتصنع أوضح ...وعناق يريد به "الأخوة"..!

"شكرا لتفهمك"!!

لم يكن التفهم هو المشكل!



"إلتمس..لأخيك ..."

واحدة...



"دع القافلة تسير..!"

ثنتان ..



نعم..قم بتقليب صفحات التقوى ..!



لم يرضخ لأمري البصر لم يطاوعني تسديدا تجاه الأفق ..كان يهوي سحيقا نحو الأسفل نحو موطيء قدمي ..حيث تتعثر بهما الحجارة والحصاة الصغيرة ..



كنت أنفث غضبي بركل أي شيء يقف في طريقي ..أنتقل من حجر إلى حجر أركله حتى يذهب إلى حيث لا أراه ..وقد أتقصّد حجرا بعينه ..فأظل أركله حتى يتفتت ..حتى لا يتبقى منه شيئا ..



أصل عتبة الغربة ..أوصد الباب دونها _الحجارة_ ..!

هل بدأت أهذي ..وهل تمتلك الحجارة أي إحساس!



وما هي إلا حجارة ..وما كان مني إلا الركل..!!!

سبحان الله ..!



أسندت وجعي تجاه الحائط ..كان مائلا بما يكفي لأعلم عن ضجره وتشكيه من كثرة الإتكاء ..مائلا بما يكفي ليُسقط البصر تجاه الأرض ..حيث وقع خطوات مبعثرة

من أين تنحدر الخطوات الكبيرة ..!

"دعني أواسي خيبتي وسوء حظي بشيء من إحسان الظن..!"

كيف لم ألحظ أن الأقدام الكبيرة ..ليست كحجر!



هذه ثالثة ..

تمتلك إحساسا ..ها..!

هذه رابـ..



_قلتُ:...ها!

"الغيظ كبير ..أنة الصدر تكلمني ..تلوعني صباح مساء..!"



ليست الأولى ..هل تحدثني عن جرح ..وإيلام ..!

نم قرير الأسى ..و أحلامُك الكبيرة ..!



لم يطلع النهار إلا على استحياء ..منذ زمن لم ألحظ نور الشمس ..ألا تشرق فوق المصطفين المنتظرين ..الذين لم تنضج أقدامهم بعد!

..أخذت ألتمس لها العذر ..أخذت ألتمس للشمس سبعين عذرا ..لعلها لم تشرق بسبب أيها !

وكل يوم صرت أفعل ..حتى يأتي المساء ..والتعب قد أهدّ الفكر هدا..

فأنسى.....أن الشمس يومها لم تشرق ..!



لربما آن الأوان

"نمرة أكبر لو سمحت"

أحاول عبثا إستبدالها ..

المقاس لا يتغير ..!



الأقدام لا زالت صغيرة !



"لم تدهس ما يكفي ؟"

لم أفعل ..! لست أذكر أنني يوما فعلت ..!

لم يكن ركل الحجارة ..ليكفي!

ليست بذات إحساس ..!..ها؟



عدت أعد الأعذار ..

العذر يتبعه العذر...



كل الأقدام الكبيرة التي كانت تركل دونما هوادة ..والتي كانت تتأكد أنني ذهبت حيث لا تستطيع رؤيتي ..وتلك التي كانت تتعمد تفتيتي جيدا فلا أصلح للركل من جديد ..



إغترفت غرفة كبيرة من التقوى كنت أدخرها لأوقات اليأس التي تراودني غالبا إبان كل الركل.....ورحت ألتمس ألف ألف عذر ..أكررها علها تطفيء غيظ قلبي ..وأعيد إغتراف شيئا من التقوى حتى تهدأ نفسي ..أو تنتهي تقواي!

ولم تكن لتنتهي ...!



_ويحي لكم أزكّيها .. نفسي .._!!

بل كانت تعيد تهيأتي وتشحن إستعدادي دائما ... لأكون كـحجر "صالح" للركل .!

وكنته دوما بحمد الله !



لم أكن شيئا "لا" يذكر بكل الأحوال ..بل كنت كـ"شيء" يسمح للأقدام الكبيرة أن تجدد مقاساتها كل يوم

وتخلع عنها تلك الأحذية الأصغر مقاسا والمهترئة حتما ..!

غير صالحة لركل جديد!



صالح جدا ..طيب جدا ..أبتغي وجه الله في إلتماس عذر ميئوس ..أو بعدّها سبعين ..أبتغي وجه الله حين أنحني أكثر لمقاماتهم الشامخة ..وحين أحرص على إفساح الكثير من الأمكنة الصالحة لنبت الحجارة ليتسنى..ركلها حتى تذهب بعيدا ..حتى لا يراها أحد!



لله "تنحى جانبا.."



لله " إلتمس لأخيك.."



لله " أكظم غيظك.."



لله "تصدّق عليهم بمقاسات أكبر......"





لله ..لله ...!!



لله ...حتى حين أُركل



06-05-2006, 09:38 PM

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق