الأحد، 8 أغسطس 2010

نبض شِلو

قبضة من جميع الأرض ...


أحمر وأسود وأبيض ..

سهل حزن خبيث طيب..



ثم..



وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ





ثم





:"لقد خلقت لأمر عظيم"!

الأنباء هامّة هذا اليوم مليئة وزخمة بالكثير ..الأخبار طازجة كقطعتي توست قد قفزتا لتو..حارّة كرشفات متعجلّة لقهوة صباح سكبت على الفور.!



كلها مناسب جدا لحوقلة متحسّرة ..ولإستغفارٍ "تُقية"!

.."والحمد لله الذي عافا(هم) "!!



تُوتَّد المنابر جيدا ..وتعتليها الأفواه بكل ما هو صالح للفتيا..!

مدونات وقوائم مكتظّة بالمسببات والأسباب وتنظيرات بأنه علينا في وقت ما أن "نفعل"..!!

خطوط حمراء تشخّط مرارا..على جهة ..ومرارا أخرى تحت جهة !!





وكلٌ ..يفهم تماما :"لقد خلقت لأمر عظيم!"..



يا له _حين قالها _ من شيطان رجيم!!







وكلٌ ..يعرف كيف يلوك الموت بين شدقيه..وكيف يزفر المأساة ويتنهد االفاجعة ..و يدندن بحزن.. بكاء طفل أو نياح امرأة أو غصّة رجل!



إتكاءة مريحة لإستدعاء القهر ..وقدرة فائقة على مضغ اللقمة ببطء ..كمستوهل لما يرى!!









..وعلى خلفية لائقة ..منتقاة بعناية تُظَهّر كل أجزاء الصورة ..بتفاصيلها المباحة ..والحرام !..كل العورات ما ستر منها وما لم ..!..كل ما انتهك وما ينتهك..وينتهك



مناسب جدا لرفع سخونة الحدث ..ولإنتظار مصطنع لأخبار الثامنة ..ولمتابعة الشريط مرارا وتكرارا ..وسبق للنشر ..وللقبض على لحظة المأساة ..وكأنها مضت أو كانت ..والحمد لله على سعة الوقت ..والحمد لله على إتكاءة وثيرة ووسادة أثيرة ..والحمد لله على لقمة مضغت على مضض وكأنه الثمن العدل ..وكأنه هذا هو ..:"وسعها"..!

والله أكبر ..في ساحة "الجهاد الأصغر" ..الله أكبر لهم في ساحة الجهاد الأكبر..!

رب انصرهم ..رب مكنّهم ..

ولا تنسى بعدها وقتا مستقطعا لسّواك!!







وهناك ..عبر ممرات آمنة تماما ..

وطرق غير آهلة بأي قصف داخلي أو خارجي ..

هناك حيث يعاد تأهيل الحياة بوسائل (مهرّبة) دوليا ..!..

حيث دوي الدمار ..وصوت انفجارات الخراب ..

قريب جدا من أشلاء الرصاص الدام ..وقطع الذخائر الميتة ...وأجزاء الصواريخ الممزقة ..

حيث أنين المباني المتهدّمة..وصرخات الركام المحترق..ونزيف الدخان المختنق ..



حيث لا يغسّل العار ولا يكفّن ..وحيث تسجّى الكرامة حاسرة الرأس مكشوفة العورة ..

تمرر بصخب كبير ..مساعدات ضخمة ..تبرعات سخية جدا ..كريمة جدا ..لإعادة (الإعمار) ..

إعادة الإعمار..!!

كل حفرة ..

كل قبر

أو جدث

..بمقاسات مناسبة جدا ..ملائمة تماما .. للأجساد التي..

خربت ..تهدّمت ..احترقت ..

تمزّقت تشوهت ..تبعثرت ..

لكل شلو منها ..

ينبض بصمت ..

لكل حرمةٍ انتهكت .. ..

ولكل نفخة طاهرة من روح الله ..



كانت هنا لأمر عظيم!!

كي تكرّم كما يجب ..وتلحّد كما يجب ..

ولكي تقرأ سورة الفاتحة عليها

كما يجب ..

تماما تماما ..كما يجب









والحمد لله رب العالمين...




2006

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق