"لا تشرعوا أبوابكم للغرباء "
قالها قبل الأفول بدقائق .. !
كان يهذي عن حسرات موؤودة .. ..يوطنها بين السرير والوسادة ..يثقل برأسه فوقها كيلا يسمع هسيسها إلاّه ..!
تعلّم كيف يوصد أبوابه جيدا ..وكيف يحكم غلق النوافذ ..ورغم كل ذلك ... تسللوا..
كانوا يرتدون أثوابا تزررها الشفقة ..يرخونها حتى أسفل الكعبين ....يجرونها جرّا خلفهم ..يلملمون بأذيالها كل ما تقذّرت به المعابر..!
..يرصّون الصفوف خمسا كل يوم...يمسحون بطهر الماء مقعد الفجر .. حتى تتفتّق أخاديد وجوههم الكالحة عن نور مزيف ..يمرون به على أيديهم وأرجلهم ..يثبتون سيما الصالحين من فوقهم ومن أسفل منهم ..عن شمالهم ويمينهم ..فتفتح لهم كل مغاليق الدنا وكل مزاليج الزمان ..
"هم العدو ..فلا يشرعن أحد منكم لهم الباب!!"
قالها ثم قضى يلهب جرحا إ ثر جرح ..بما تبقى بين الوسادة والسرير!
كيف كان يلدغ مرارا ...!
ومحرابه ما يزال رطبا!
كيف كان يقع في حفرة ..حفرها أخوه..!
كيف عمي قلبه ..رغم أنه كان كبوصلة ثابتة الاتجاه...للأعلى!
...كان السيّارة يشفقون عليه ..ينحنون أمامه ..يطيلون الجلوس إليه ..يغريهم فيه الهدوء والصمت... ..يلوحون بعطاياهم قبالة وجهه.. قبل أن يغمسوها في راحته المترهلة! ..لم يتنبه أحد أنه كان ممزقا ..لم يدرك أي منهم أن عطاياهم لا ترتق ما تمزق منه ..!
نفذ دمه كله ..سقيا لهم ../..تمزقت راحته و سال منه اللحم وسال منه العظم ..و هم لا يزالون يلوحون كل مرور بعطاياهم ...قبالة جبهته المنخفضة ...ثم يغمسونها في راحة يده ..!
يثرثرون عن صموده ..وقوته وصلابته ...وأنهم "لن يقصدوا " الأذية ..!..وكيف أنه طال صمته وسكونه..وكثرت أحلامه..!
بينه وبين الحائط ظهر ملتوٍ..كابتساماتهم ..! بينه وبين الأرض ..قدمان مقبوضتان ...كأنفاسه..!
لم يهنأ بمهد أو ..بلحد..!
"خافو ا قليلا واطمئنوا كثيرا ا ....!"
ظلّ ينادي بها فوق كل تلّ وسهل...!
وحدها المخاوف تتحقق ...وحدها تأتيكم في اليقظة ..كما في النوم...رؤى الأشقياء "المخاوف"...وكم هي حق!
كان يضرب برجله الأرض علّها تنبت له ما يخيطه ..أو حتى يرقّعه ...!
لم يدركوا أنه لم يعد صالحا كي يكسو أجسادهم من جديد .......عبثا كان يحاول إفهامهم أن قلبه انفقأ كفقاعة تضخمت ببلاهة محاولة إيساع المزيد من "الهباء"...!
كل ما أفرغته صدورهم في صدره...كل ما نفثته أنفاسهم في جوفه...لم يدركوا أنه لم يعد قادرا على رتق ما تمزّق منه..ما اهترأ..وما تنسّل!!
ظلّوا يمرون ..وظلّ يشرع لهم الباب ..يمدون أكفهم بجرأة كبيرة أوسط صدره ..يتناولون قلبه ..يقلبونه ..يدنونه منهم طويلا ..يزمون شفاههم ..ثم يعيدونه كيفما اتفق!
"يرجمون" على رأسه بمزيد من" الشفقة " ....يثرثرون عن صمته ..وصموده ..وعن أحلامه الكثيرة !!.
01-11-2006, 11:56 PM
قالها قبل الأفول بدقائق .. !
كان يهذي عن حسرات موؤودة .. ..يوطنها بين السرير والوسادة ..يثقل برأسه فوقها كيلا يسمع هسيسها إلاّه ..!
تعلّم كيف يوصد أبوابه جيدا ..وكيف يحكم غلق النوافذ ..ورغم كل ذلك ... تسللوا..
كانوا يرتدون أثوابا تزررها الشفقة ..يرخونها حتى أسفل الكعبين ....يجرونها جرّا خلفهم ..يلملمون بأذيالها كل ما تقذّرت به المعابر..!
..يرصّون الصفوف خمسا كل يوم...يمسحون بطهر الماء مقعد الفجر .. حتى تتفتّق أخاديد وجوههم الكالحة عن نور مزيف ..يمرون به على أيديهم وأرجلهم ..يثبتون سيما الصالحين من فوقهم ومن أسفل منهم ..عن شمالهم ويمينهم ..فتفتح لهم كل مغاليق الدنا وكل مزاليج الزمان ..
"هم العدو ..فلا يشرعن أحد منكم لهم الباب!!"
قالها ثم قضى يلهب جرحا إ ثر جرح ..بما تبقى بين الوسادة والسرير!
كيف كان يلدغ مرارا ...!
ومحرابه ما يزال رطبا!
كيف كان يقع في حفرة ..حفرها أخوه..!
كيف عمي قلبه ..رغم أنه كان كبوصلة ثابتة الاتجاه...للأعلى!
...كان السيّارة يشفقون عليه ..ينحنون أمامه ..يطيلون الجلوس إليه ..يغريهم فيه الهدوء والصمت... ..يلوحون بعطاياهم قبالة وجهه.. قبل أن يغمسوها في راحته المترهلة! ..لم يتنبه أحد أنه كان ممزقا ..لم يدرك أي منهم أن عطاياهم لا ترتق ما تمزق منه ..!
نفذ دمه كله ..سقيا لهم ../..تمزقت راحته و سال منه اللحم وسال منه العظم ..و هم لا يزالون يلوحون كل مرور بعطاياهم ...قبالة جبهته المنخفضة ...ثم يغمسونها في راحة يده ..!
يثرثرون عن صموده ..وقوته وصلابته ...وأنهم "لن يقصدوا " الأذية ..!..وكيف أنه طال صمته وسكونه..وكثرت أحلامه..!
بينه وبين الحائط ظهر ملتوٍ..كابتساماتهم ..! بينه وبين الأرض ..قدمان مقبوضتان ...كأنفاسه..!
لم يهنأ بمهد أو ..بلحد..!
"خافو ا قليلا واطمئنوا كثيرا ا ....!"
ظلّ ينادي بها فوق كل تلّ وسهل...!
وحدها المخاوف تتحقق ...وحدها تأتيكم في اليقظة ..كما في النوم...رؤى الأشقياء "المخاوف"...وكم هي حق!
كان يضرب برجله الأرض علّها تنبت له ما يخيطه ..أو حتى يرقّعه ...!
لم يدركوا أنه لم يعد صالحا كي يكسو أجسادهم من جديد .......عبثا كان يحاول إفهامهم أن قلبه انفقأ كفقاعة تضخمت ببلاهة محاولة إيساع المزيد من "الهباء"...!
كل ما أفرغته صدورهم في صدره...كل ما نفثته أنفاسهم في جوفه...لم يدركوا أنه لم يعد قادرا على رتق ما تمزّق منه..ما اهترأ..وما تنسّل!!
ظلّوا يمرون ..وظلّ يشرع لهم الباب ..يمدون أكفهم بجرأة كبيرة أوسط صدره ..يتناولون قلبه ..يقلبونه ..يدنونه منهم طويلا ..يزمون شفاههم ..ثم يعيدونه كيفما اتفق!
"يرجمون" على رأسه بمزيد من" الشفقة " ....يثرثرون عن صمته ..وصموده ..وعن أحلامه الكثيرة !!.
01-11-2006, 11:56 PM
ياااه
ردحذفعميقة جدا
ردحذف