إنه العيد
ترتديه أمي جديدا كما تفعل كل عام....تلفّ بدنها بثوبها الذي اعتدّتُ ؛ لونه المكرر ..رائحته الباهتة..رقعاته البارزة ...وخيطانه المهترئة و التي تسد رمق الجوع في عيوننا ..
تجعداته التي تحكي قصّة ما قبل "الفقر".!
إنه العيد ..وعلبة السجائر الفارغة التي اعتادها أبي المقعد ..!
مسبحة خشبية ..كوب الشاي البارد جدا ..المعتّق جدا..والمرّ جدا أيضا!
إنه العيد
ولهفة إخوتي لصناديق المعونات كتلك التي تأتي كل عام بـ"الحاجات الأساسية" للحفاظ على
" خط الفقر"..
عناية كما لا نتوقعها كل عام بفقرنا وعوزتنا ..وكل الضرورات والحاجات الأساسيات !
أشتهي أحيانا أن أفتح أحدها فأجد أشياء أخرى لا تشبه الأرز ..أو قنينة الزيت .. أو بعض الطحين!
أشياء كتلك التي نحدّق بها حتى يسيل لعابنا خلف زجاج الفاترينات الباهظة "الحلوة" جدا .."المعطّرة" جدا..و"الملونة" جدا أيضا ..!
اشتهي بعض قطع الحلوى و الشكولاه ..ما يكفي منها كي يلوث إخوتي الصغار وجوههم وثيابهم الرثّة..ما يكفي منها كي تخترق البهجة أسقف "الزينكو" المتهالكة من فوقنا..ما يكفي منها كي نلعق أصابعنا متمتمين بلذة ونشوة لم نعرفها من قبل ..!
أشتهي علبة مفرقعات ..أستهلكها في إضاءة قعر بيتنا الخاوي ....إلا من بقايا قمامة ..ليست لنا !
أن أفتعل ضجيجا وفرحا يغيّر ملامح والدي المتيبسة!
إنه العيد ..كما يأتي كل عام .. "ليس لنا "..نجمعه من بقايا الفرح الذي يلقيه البعض ..من بقايا الابتسامات ..من بقايا الاحتفالات ..!
نرقب الآخرين ..حين يرتدون الجديد ..حين يبسطون حلوى العيد.. قهوة العيد ..حين يبسطون العيد
"كل العيد" فوق الشوارع بين البيوت ..أعلى السلالم ..مع طَرقات أبوابهم ..!
إنه العيد ...
أشتهي بيت بعتبة دافئة ومزدحمة ..عيد يأتي عبرها إلينا ..لا يمرّ عبرنا إليها..!
أشتهي أن أمتلك فرحا أجود به كما يجود به غيرنا علينا ..أن أمتلك بسمة ..أستطيع "ارتداءها" كما يفعل الآخرون دوما..أشتهي عيدا ..أغتسل فيه صباحا فلا ترثي لي النظرات أو تتساقط لي العبرات ...
اشتهيه لي.. لا بي!
أشتهي عيدا أطرق بابه أنا.. ..أستقبله جديدا نظيفا فرحا أحمل أوراقا نقدية بألوان لم أعرفها من قبل ..أنفخ فيه البالونات و فقاعات الصابون و كل "المعونات الأساسية" بعيدا جدا عنا ..بعيدا جدا عنّي..وعن إخوتي !
اليوم عيد ..قالوا أنه العيد..
ووجه أمّي _كـ..دوما_ يضيء لنا قبل الفجر..تحمّلنا دعوات وبعض الأكياس تبثنا بين الحاويات ..وروائح القاذورات النفّاذة ..تعطف على ماء وجهنا من أن يراق ..تستحث خطانا وبحثنا سريعا ..
تطلبه ككل عام .."بقايا عيد" ..
إنه العيد..
يرتدينا ككل عام من جديد!
العيد/2007
منتديات الساخر
منتديات واتا الحضارية
منتديات النوارس الأدبية
ترتديه أمي جديدا كما تفعل كل عام....تلفّ بدنها بثوبها الذي اعتدّتُ ؛ لونه المكرر ..رائحته الباهتة..رقعاته البارزة ...وخيطانه المهترئة و التي تسد رمق الجوع في عيوننا ..
تجعداته التي تحكي قصّة ما قبل "الفقر".!
إنه العيد ..وعلبة السجائر الفارغة التي اعتادها أبي المقعد ..!
مسبحة خشبية ..كوب الشاي البارد جدا ..المعتّق جدا..والمرّ جدا أيضا!
إنه العيد
ولهفة إخوتي لصناديق المعونات كتلك التي تأتي كل عام بـ"الحاجات الأساسية" للحفاظ على
" خط الفقر"..
عناية كما لا نتوقعها كل عام بفقرنا وعوزتنا ..وكل الضرورات والحاجات الأساسيات !
أشتهي أحيانا أن أفتح أحدها فأجد أشياء أخرى لا تشبه الأرز ..أو قنينة الزيت .. أو بعض الطحين!
أشياء كتلك التي نحدّق بها حتى يسيل لعابنا خلف زجاج الفاترينات الباهظة "الحلوة" جدا .."المعطّرة" جدا..و"الملونة" جدا أيضا ..!
اشتهي بعض قطع الحلوى و الشكولاه ..ما يكفي منها كي يلوث إخوتي الصغار وجوههم وثيابهم الرثّة..ما يكفي منها كي تخترق البهجة أسقف "الزينكو" المتهالكة من فوقنا..ما يكفي منها كي نلعق أصابعنا متمتمين بلذة ونشوة لم نعرفها من قبل ..!
أشتهي علبة مفرقعات ..أستهلكها في إضاءة قعر بيتنا الخاوي ....إلا من بقايا قمامة ..ليست لنا !
أن أفتعل ضجيجا وفرحا يغيّر ملامح والدي المتيبسة!
إنه العيد ..كما يأتي كل عام .. "ليس لنا "..نجمعه من بقايا الفرح الذي يلقيه البعض ..من بقايا الابتسامات ..من بقايا الاحتفالات ..!
نرقب الآخرين ..حين يرتدون الجديد ..حين يبسطون حلوى العيد.. قهوة العيد ..حين يبسطون العيد
"كل العيد" فوق الشوارع بين البيوت ..أعلى السلالم ..مع طَرقات أبوابهم ..!
إنه العيد ...
أشتهي بيت بعتبة دافئة ومزدحمة ..عيد يأتي عبرها إلينا ..لا يمرّ عبرنا إليها..!
أشتهي أن أمتلك فرحا أجود به كما يجود به غيرنا علينا ..أن أمتلك بسمة ..أستطيع "ارتداءها" كما يفعل الآخرون دوما..أشتهي عيدا ..أغتسل فيه صباحا فلا ترثي لي النظرات أو تتساقط لي العبرات ...
اشتهيه لي.. لا بي!
أشتهي عيدا أطرق بابه أنا.. ..أستقبله جديدا نظيفا فرحا أحمل أوراقا نقدية بألوان لم أعرفها من قبل ..أنفخ فيه البالونات و فقاعات الصابون و كل "المعونات الأساسية" بعيدا جدا عنا ..بعيدا جدا عنّي..وعن إخوتي !
اليوم عيد ..قالوا أنه العيد..
ووجه أمّي _كـ..دوما_ يضيء لنا قبل الفجر..تحمّلنا دعوات وبعض الأكياس تبثنا بين الحاويات ..وروائح القاذورات النفّاذة ..تعطف على ماء وجهنا من أن يراق ..تستحث خطانا وبحثنا سريعا ..
تطلبه ككل عام .."بقايا عيد" ..
إنه العيد..
يرتدينا ككل عام من جديد!
العيد/2007
منتديات الساخر
منتديات واتا الحضارية
منتديات النوارس الأدبية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق