الجمعة، 27 أغسطس 2010

قناديل رمضان






آن الأوان ..و..ستشتعل قناديل رمضان..


ستكون غاية في الروعة غاية في الجمال ..

تشعّ في كل مكان ..تتعلّق هنا أو هناك ..بين ستائر الظلام ..الذي سينهزم..



فقد آن الأوان

ستهتزّ قناديل رمضان ..وتتمايل شعلها مع نسمات السحر ..


كل يوم ..تتراقص على وقع طبل (المسحراتي)..وهو يهتف بنا


"يا نايم ..وحّد الدايم .."


..لا إله إلا الله ..
ستبدأ قناديل رمضان بالإشتعال .ستركع ..وتسجد ..وتلهج بالدعاء..



هذا خاشع ..
وهذا راج.
وهذا باك ..
وذاك شكور..
كلها ستنير ..كلها ستضيء..



وستبعث ترانيم عذبة لقراءات ..
تدندن أوتارها .. خوفا أو رجاء...

ستأنس هدأة الليل بها ..و ستسلى وحشته بإشتعالها ..!


في كل بيت ..في كل حارة ..في كل مكان ..

ستشتعل قناديل رمضان...


وتجود ..كالريح المرسلة... لن تنطفيء..لا أبدا لن تنطفيء..

سراجها دموع الخاشعين ... فتيلها تقوى المتقين.. ونورها توبة المذنبين .. .........

ستضيء ..وتضيء ..وتضيء..



ومع كل إنزواءة للشمس ..ومع كل جنحة لليل..
سيشتعل منها المزيد ...

هذا لربه قد عاد..
هذا قد أصبح من العبّاد ...



وهذا أناب واستجاب....

كلهم سيضيئون..في ليالي رمضان ..



آن الأوان ...



..ستشتعل .. ولن تنطفيء ..



لا أبدا لن تنطفيء قناديل رمضان .









رمضان 2003_1424







منتديات المسك

منتديات النوارس الأدبية

منتديات الساخر

الأربعاء، 25 أغسطس 2010

أقدام كبيرة

غداة خيبة


صبيحة حمق آخر

يقال أن بعضهم عبر ولم يغترف منه الموت قيد نفس

البعض الآخر ..ابتلعته خطواته ولم تترك منه نفْسا..!



ما تبقى منهم ..إلّاي ..ونفس أملكها بين جوانحي ....تصحبني حتى نهارا ..عسعسة ليل كئيب



الحلقة لم تكتمل ..ثمة ما يتخلل ..يتسلل بين كفين ..بين قبضتين ..!!

"لا عليك ...

سدد البصر تجاه الأفق !

سدد الرمي تجاه الخصم ..

ليس منّا ..ليس معنا .."



حينها ..وحين تئد الأرض بوحها ..وتلتقم الأرواح غفلتها..تصطف جذوعهم فوق شرفة الإنتظار ..عند تلك الساعة التي تتدثر فيها الشمس بحلكة الليل ..يحكمون غلق قلوبهم يمسحونها جيدا قبل أن يسدلوا ستائرها ..فلا يعيق دخول الظلمة شيء!



العنجهية التي تلفظها أنفاسهم المتهافتة لم تكن لتمهل الطريق حتى ينفض عنه بأس العابرين ..يسبقهم _رغم التعب _ ليلتقط بعض ما تساقط..بعضا مما وطيء الأرض سهوا (!!)..يُعلّق حاجياتهم على جدران الأرصفة الشاحبة ..يتوق لعابر يسأل فيزيح عنه عبء الأمانة ويردها لصاحبها إذا ما وافق منه عبورا .!



إبتسام هنا ..صدق شفيف هناك ..وبعض الإخلاص هاهنا ..والكثير من الأخلاق العالية متبعثرة حيث يصعب لملمتها ..شيء من الصراحة ..والقليل القليل من إحسان الظن ....كانت جميعها معلقة ..جميعها تنتظر أصحابها

"إمتلأت الحوائط..."

لا عليك .. الأقدام بخير



" تنحى جانبا .."

قالها ذات مرور .. لم تكن أقدامي على ما يبدو بالحجم الكافي لمرافقتهم ..كم كنت أود! ..عدت من حيث أتيت ..ليس إلى وطن ..بل إلى غربة ..فلقد كنت قاصدا الوطن قبلا ..غير أن"شعابها" لم تتعرف عليّ ..و"أهلها" أنكروا هويتي!



تزلف يهيّج الغثيان في بلعومك ...رياء يندلق من بؤبؤ عينيه ..بتكلف واضح وتصنع أوضح ...وعناق يريد به "الأخوة"..!

"شكرا لتفهمك"!!

لم يكن التفهم هو المشكل!



"إلتمس..لأخيك ..."

واحدة...



"دع القافلة تسير..!"

ثنتان ..



نعم..قم بتقليب صفحات التقوى ..!



لم يرضخ لأمري البصر لم يطاوعني تسديدا تجاه الأفق ..كان يهوي سحيقا نحو الأسفل نحو موطيء قدمي ..حيث تتعثر بهما الحجارة والحصاة الصغيرة ..



كنت أنفث غضبي بركل أي شيء يقف في طريقي ..أنتقل من حجر إلى حجر أركله حتى يذهب إلى حيث لا أراه ..وقد أتقصّد حجرا بعينه ..فأظل أركله حتى يتفتت ..حتى لا يتبقى منه شيئا ..



أصل عتبة الغربة ..أوصد الباب دونها _الحجارة_ ..!

هل بدأت أهذي ..وهل تمتلك الحجارة أي إحساس!



وما هي إلا حجارة ..وما كان مني إلا الركل..!!!

سبحان الله ..!



أسندت وجعي تجاه الحائط ..كان مائلا بما يكفي لأعلم عن ضجره وتشكيه من كثرة الإتكاء ..مائلا بما يكفي ليُسقط البصر تجاه الأرض ..حيث وقع خطوات مبعثرة

من أين تنحدر الخطوات الكبيرة ..!

"دعني أواسي خيبتي وسوء حظي بشيء من إحسان الظن..!"

كيف لم ألحظ أن الأقدام الكبيرة ..ليست كحجر!



هذه ثالثة ..

تمتلك إحساسا ..ها..!

هذه رابـ..



_قلتُ:...ها!

"الغيظ كبير ..أنة الصدر تكلمني ..تلوعني صباح مساء..!"



ليست الأولى ..هل تحدثني عن جرح ..وإيلام ..!

نم قرير الأسى ..و أحلامُك الكبيرة ..!



لم يطلع النهار إلا على استحياء ..منذ زمن لم ألحظ نور الشمس ..ألا تشرق فوق المصطفين المنتظرين ..الذين لم تنضج أقدامهم بعد!

..أخذت ألتمس لها العذر ..أخذت ألتمس للشمس سبعين عذرا ..لعلها لم تشرق بسبب أيها !

وكل يوم صرت أفعل ..حتى يأتي المساء ..والتعب قد أهدّ الفكر هدا..

فأنسى.....أن الشمس يومها لم تشرق ..!



لربما آن الأوان

"نمرة أكبر لو سمحت"

أحاول عبثا إستبدالها ..

المقاس لا يتغير ..!



الأقدام لا زالت صغيرة !



"لم تدهس ما يكفي ؟"

لم أفعل ..! لست أذكر أنني يوما فعلت ..!

لم يكن ركل الحجارة ..ليكفي!

ليست بذات إحساس ..!..ها؟



عدت أعد الأعذار ..

العذر يتبعه العذر...



كل الأقدام الكبيرة التي كانت تركل دونما هوادة ..والتي كانت تتأكد أنني ذهبت حيث لا تستطيع رؤيتي ..وتلك التي كانت تتعمد تفتيتي جيدا فلا أصلح للركل من جديد ..



إغترفت غرفة كبيرة من التقوى كنت أدخرها لأوقات اليأس التي تراودني غالبا إبان كل الركل.....ورحت ألتمس ألف ألف عذر ..أكررها علها تطفيء غيظ قلبي ..وأعيد إغتراف شيئا من التقوى حتى تهدأ نفسي ..أو تنتهي تقواي!

ولم تكن لتنتهي ...!



_ويحي لكم أزكّيها .. نفسي .._!!

بل كانت تعيد تهيأتي وتشحن إستعدادي دائما ... لأكون كـحجر "صالح" للركل .!

وكنته دوما بحمد الله !



لم أكن شيئا "لا" يذكر بكل الأحوال ..بل كنت كـ"شيء" يسمح للأقدام الكبيرة أن تجدد مقاساتها كل يوم

وتخلع عنها تلك الأحذية الأصغر مقاسا والمهترئة حتما ..!

غير صالحة لركل جديد!



صالح جدا ..طيب جدا ..أبتغي وجه الله في إلتماس عذر ميئوس ..أو بعدّها سبعين ..أبتغي وجه الله حين أنحني أكثر لمقاماتهم الشامخة ..وحين أحرص على إفساح الكثير من الأمكنة الصالحة لنبت الحجارة ليتسنى..ركلها حتى تذهب بعيدا ..حتى لا يراها أحد!



لله "تنحى جانبا.."



لله " إلتمس لأخيك.."



لله " أكظم غيظك.."



لله "تصدّق عليهم بمقاسات أكبر......"





لله ..لله ...!!



لله ...حتى حين أُركل



06-05-2006, 09:38 PM

الأحد، 8 أغسطس 2010

أستغفر الله

يا رب ..لا زلت كلما عانقت وسادتي ليلا أمارس معها كل طقوس الأرق..


يا رب..لا زلت أستدع دمعا مزيف من مقلتي ..أتباكى ..أتخاشع ..أستعيد قلبا كان لي ...علك تمن علي بصك آخر جديد..!

يا رب ..لا زال كل شيء كما هو ..إلا أنا ..!



لم أكن أعلم أنني قد أعيش لأجدني في حالة مختلفة عني غريبة مني ..جديدة علي كـ أن مثلا ..أرغب بشدة أن أفقأ عين أحدهم ..وأفعل !

بل قد فعلت ..!

ثم أخذت أتحدث معي ..وأقنعني أنني أنا " لم أفعل "..أنا "لم أخطيء " ليس أنا "..فعلت ذلك ببراعة ..وغدوت كذئب يوسف يا رب ..لا ..بل ربما أشد براءة ..!!!

لم تكن لدي أدنى فكرة عن كم هو الخطأ فضفاض ..مريح ..واسع ..كم ترتع فيه كل اللذة وكل الإنتشاء..!

لم تكن لدي أدنى فكرة عن كم قد أكون بارع في الكذب ..لا بل في أن أبريء نفسي أو لا في أن لا يخزني الذنب أو يوجع قلبي ..!

لم يفعل!

هل سيكون هناك وقت كاف كي أجلد دمهم بسياط من قهر ..حتى يستحيل دمهم الأسود أبيضا ..بعد أن استحال دمي الأحمر القاني ... رماديا باهتا!

كان يحدثني عن السعادة وعن الألم ..وعن قلب كل يوم تحرقه النار كل يوم يلسعه الجليد ..كل يوم يبكي بكثرة يبكي بشدة يبكي كثيرا ..وكنت أنصت ..أستمع إليه أقلّب كل مسامعي أحقد عليه وعلى ضعفه وصدقه وبراءته ..أحقد على لسعة الذنب تلك التي كانت توجعه ..!

كنت أصرخ في أذنه ..لا أكثر من أن تكون إنسانا أيها الأحمق ..!

لا أكثر من أن تقطع الطرق وفي يدك اليمنى خنجر ..والأخرى سهام سامة ..!

لا أكثر من أنك حين تفتح بوابات الحياة كل فجر من رغبة شديدة في كره ما لأحد ما ..حتى لو كان أنت!

"يطلع عليكم اليوم رجل من أهل الجنة"!

لا..!

أبدا..!

وددت ...!





لعله طول الأمل أو رجاء كثير أو ..اسوداد في القلب ..!



كان يعلم تماما لِم أمتلك عينا دامعة ..بكثرة ..بغزارة بقوة بعنف ..بشدة ..ودون أدنى مقدرة على السيطرة عليها حتى وصلت درجة الاستسلام لها فأطيعها وأذرفها كيف أتت وأنى شاءت ومتى أرادت ...ليس سوى أنني في النهاية عرفت مقدار زيفها..!

أردت مؤخرا البكاء دون سبب دون داع دون ذنب سوى فقط أنني أمتلك كما قلت كمّا فائضا من الدمع ..ونفسا ضعيفة ضعيفة جدا ..بل وأكثر ..فبكيت ..ثم خفت لعلي سأسأل عن هذا الدمع لم قد ذرفته أيضا .!في سبيل ماذا ..!

"في سبيل أنني ضعيف جدا يا رب في سبيل أن لا تأتي بقوم آخرون ..في سبيل أنني مضطر..!

في سبيل أنني ربما لا أملك إلا رحمتك وإلا فإني هالك لا محال!

حتما هالك أنا يا رب!"





بدأت أألفه ..هذا الوجه الجديد الذي لم تعد لديه أي رغبة في الإبقاء على استقامة الخطوط المستقيمة أي رغبة في أن يكون الدم قان ..أي رغبة في أن تدور الكرة الأرضية في الإتجاه الصحيح....!

لا بأس من إنحناء هنا ..وليٍّ هناك ..وتشقق هنا ..وزوايا حادة جارحة هاهنا ..ليس عليّ أن أرقع مكان خطوي ..ولا أن أمسح خطيئتي ..لا بأس ..هذا يفيد في كل الأحوال ..أو قد يفيد..

أو

لا أدري...!



خلعت عمامتي يا رب ..وعبائتي البيضاء ..وصرت أهمس كل ليلة ..قبل الأرق بساعات

"نفسي نفسي"...!



لا عليّ من أحمق لا زال كل يوم يسألني عن ساعة متوقفة ..وسماء صامتة ..وغيم متحجّر..!

لا عليّ من أبله ..لا زال كل يوم يتعرى أمامي بوضوح شديد محسنا الظن بي ..مطمئنا إلى سلامته مني ..متيقنا تماما أنه قادر علي ..

فأقدر عليه!!!



لا علي سوى ..مني أنا ..هل تؤاخذني يا رب إن استحال القلب مظلما والدفق معتما ..والنوايا أكثر ضبابية!!

ها أنا أقرّ وأعترف .."فـ..ـكم أنا صادق مع نفسي"

و

أستغفر الله ...!!



أضغاث أمنيات

أخبرته أنني أحلم وبكثرة ..أخبرته أن المشاهد تأتي متتالية ومتسارعة وأن الأحداث زخمة جدا في أحلامي وأنها كلها لا تأتي بلا معنى ,,




أخبرته أنني لا أعاني الكوابيس مطلقا ,,ولكني حين أنفض النوم عن جفني ,,لا أتمكن من نفض بعض الغبار الأسود العالق حول عيني ,,ولا أستطيع أن أركن تلكم الأحلام إلا تحت وسادتي ,,وأنني أصحو كل صباح متعب منهك مستهلك حتى آخر رمق .



لم يزد على أنه علي النوم باكرا والنهوض باكرا وحشو معدتي بما أستطيع !



حدثني عن الابتلاءات وأن الدنيا مليئة بالمطبات ,,_هكذا قال_ وأن علينا أن نقلق فقط بما يغضب الله ,,لا أكثر !



هي غضبة لله!



قلت له !



هي كذلك ,,!



فلتفتك بي إن كانت كذلك حقا , سيبلى ولو بعد هنيهة أو ربما أقل هذا الجسد !



لا أستطيع أن أشعر بالشفقة على أحدهم إن تشكى من مرض أو ألم ,,بل أحسده ليس حبا في المرض ولكن ,,لأن السبب الذي يدفعه لكي يتألم مدرك ,,السبب الذي سيموت به مفهوم!





كل الأشياء التي تدور حولك تخبرك أنها مزيفة



عدا ضحكة مشرقة لطفل تشق ستر الظلمة ..تضيء لنا كل شيء ..بل كل الأشياء



,,لا يمكن لأحد أن يعبث بضحكة طفل !



عينيه ..شفتيه الحمراوتين



وجنتيه النضرتين كل ملامحه البيضاء تماما كقلبه!



يا لجلدهم ..كم من الدهر يمر عليهم وهم يلتقطون صوره متألما شاكيا أو باكيا ثم يمررونها عبر كل الشبابيك والنوافذ ,,



حين يتألم يبكي يدمى يتعذب كيف يتمكنون من فعل هذا !



النظر لوجه طفولي ملثم بشاش طبي تخلله بقع دم زكي نقي قان ,,لم يعرف طعم القهر قبل!



ليتهم أمضوا وقتهم وهم يربتون عليه ,,يسكبون له كوبا من الحب الأبيض ويدثرونه بسويداء أرواحهم يعانقون جسده الغض الصغير يهمسون ويدندنون له ,,



"لأدبحلك طير الحمام!"





لو كنت أطول قليلا أسمن قليلا أضخم لو أن ملامحي أشد خشونة أو أكثر نضجا



لا زالت يد والدي تمسح على رأسي كطفل شقي!



يتحاشى التحديق في عيني !



كم أوده أن يفعل!



لا أدري كيف أشتاقه كثيرا أشتهي عناقه طويلا أتوق لتقبيل جبينه ويده أتوق لتمريغ وجهي بين ترهلات عنقه وحين أراه حين يتواجد ويكون جد قريب لا أستطيع كل ما افعله أن أسمع همس حاجته حتى لو لم ينبس ولكني لا أنظر إليه كثيرا ولا أعانقه طويلا ولا ألثم وجهه ولا يده لا أمرغ وجهي بين ترهلات عنقه ,,أنا لا أفعل !



أمي الحرف المستحيل أعيش في وجهك المتجعد ,,أعيش في عينين كانتا دوما مشعتين ,,كنجمة معلّقة في حلك الدجى تخلو السماء إلا منها ,, كم أشتاق لحضورك الحنون وحين تأتين أهرب منك كمن يهرب من أشعة شمس قوية!



أراني دائما في أبي ,,حين أدرك فشله!



أراني فيك يا أم حين أدرك خسارتك!





أتشبث بكما ,,كي لا أقع ,, لكني أقع



رب ارحمهما كما ربياني صغيرا!





::



قال :أولم تؤمن !



قلت : بلى ,,ولكن



ماذا !



أضعت ,,,قلبي!





::



يا رب معذرة إن بدى مني التشكي ,,!



::





تلفت وجدتني في حفرة ضيقة جدا ليست كقبر بل هي أشد ضيقا ,,ووحشة ؛فلا أحد هنا سيسألك عما فعلت لا أحد هنا ينصت لك أو حتى يراك ,,بل في أحايين كثيرة أراهم يثرثرون أنهم هناك في الأعلى حيث النور ,,مستوحشين!



::



يا رب معذرة إن بدى مني التشكي!



::







قلت له : أكره عندما تفعل ذلك !



قال :لا يهم !



ما المهم إذا !



أن أفعل !



ولكنّي...



لا يهم ..



ما المهم ..



..أنّي..!









::



إنه يكبر يتضخم كورم ..وكمرض ..إنه لا يتوقف ..يلتهم كل شيء بشراهة ..



ويتمتم









إن هي إلا أضغاث أمنيات .



قلوب ..// لأغراض أخرى

هل رأيتم قلبا شاردا مرّ من هنا !




افتحوا النوافذ جيدا ..التهوئة مفيدة لقلوبكم ..والشمس تسترق النظر خلسة ..تود لو أن بمقدورها الدخول بغتة ....كالموت !

هواء الليل ثقيل ..تثقله زفراتكم المهمومة أفسحوا لنسائم الصباح الرطبة..لا وجع يأتي مع صباحاتكم لا حزن ..



مساءً؛ ..

حين كانت الشمس ترقد مليء جفنيها ..كنتم تنشطون ..تستيقظون ..كنتم تشقون دروب الشقاء وحدكم ..في الليل فقط كانت كل الزفرات تصاعد تجاه الأفق ..كانت النجوم تساقط عليكم وكنتم ترتجفون ..بردا وشوقا وحنين ..

!

لم الليل فقط يشعركم بالوحدة!



يا أيها الراقد بين ثنايا النهار ..يا أنت !

هل سألت النهار يوما عن قلبك ؟ هل أخبرته أنه تاه منك ذات ليل هل سألته إن كان رآه يحلق في السماء العالية ذات غسق ...هل قلت له أن قلبك لا يحب أن يمشي فوق الأرض ..وأنه يحب أن يشق زرقة السماء ويضرب بجناحيه الهواء!!





لا تطرق القلب إلا مرات ثلاث ..:

الأولى دعه يرتدي درعا من حديد ..كي ترتد السهام عنه

والثانية كي يرصف بضعة حجارة ..تثقله فلا يرعف ..

والثالثة ..لتتأكد أنه لا زال هناك !







هل رأيتم قلبا يحمل هما وشوقا ...مر من هنا!





رأيته ذات يوما ....كان أبيضا رغم أنه كان يتشح السواد ..

كان يرعف ويضرب بجناحية (الهواء)!

أوقفته في منتصف الطريق تمام ..كان خائفا..كان يرتعد فرقا ..يكسوه الحزن والآسى ....بلوريا .. ..تتخايل الأشياء من خلفه ..أردت لمسه لم أقدر كنت إذا فعلت ..تشوهت كل الصور ..

كيف لم أفطن ..

عبثا تراجعت!!



أخبرني أنه يشعر بالضجر ..أنه أرِق ..أنه يفتقد ـه..!

بدى لي منهكا ..بدى لي متعبا ..بدى لي ميتا تماما !

الحمق الذي أعياني ..ولا زال ..

التعثر والتبعثر وكل التذبذب بين أنه ( حق )و (باطل) ..

أرتاد المدن ليلا كما يفعل أي كان ..أنفض الطرق ..أسترق النظر علني ألمح قلبا هاربا موليا ..



لم أدركه ....أصيح بأعلى ألمي ...من وجد قلبي فليرده إلي!





لم يعرفه أحد من قبل ..ولن ..من بعد..



أنكره الجميع ..



أنكروا ملامحه حين وصفته لهم ..كنت أؤكد على براءته ..على أنه أبيض اللون هكذا عرفته ..!

على أنه يخفق بانتظام ....على أنه معافا ..لا يشكو من أي علل أو أمراض ..على أنه غضيض الخفق..عفّ الثوب ..طاهر اليد ..

...يتنفس ببطء وثقة .... لا يلوث الهواء في زفيره!

على أنه لا يبتلع الغيظ ولا يحتسي الحقد ..ولا يصوم عن البكاء ..!





..قالوا أنهم رأوه شاردا مسرعا يركض في كل اتجاه يضرب بجناحيه الأرض يعفر التراب ..كان متسخا ترتسم فوق جبهته ملامح البلاهة

كان محشوا ببعض الفراغ والعبط!

متشققا ممزقا يذرف دما تارة ..وقيحا تارة أخرى

لم يكشفوا عنه الغطاء ..كي يتيقنوا من حقيقته !

أكان حقا لي ..أكان قلبي!



أنكروه عليّ

وأنكرته عليهم !

كان يلفه الران ..صلدا صلبا ..قاسيا !

لم أعرفه لم أتعرف إليه ..



أولم يبصره أحدكم يجهش في محرابه ..يستجدي في عتمة الليل ..يرفع جناحيه سائلا العفو أو المغفرة ..!

المحاريب كتومة ..والمآذن لا تشي بل تكبّر ..والناس يخشعون كثيرا في أوقات الصلاوات ..فلا ينظرون أحد..!





من قال أنك تملك قلبك !

من قال أن أحد منكم يمتلك قلبه!

هل أخبرتكم قلوبكم أنها لكم كي تعرضوها كبضاعة مزجاة في أسواق العبيد!



"يا أيها العابرون خذوا قلبي وحرّقوه وصلبّوه في جذوع النخل ..!"

عبثا

لا أحد يعبأ بقلبك ولا بك..فكف عن الصراخ كيف لم تعتد الصمت رغم أن أحدا لم يعلمك الكلام ..لم لا تصمت حين يصمتون ويتأملون شفتيك بلهف شديد يتلقفون كلماتك وكل نبرات صوتك يريدون منك أن تتكلم أكثر تتحدث أكثر.وأنت كأحمق أعيته البلاهة وأثقله الغباء تصيخ لهم ..وتبلى بلاء حسنا كما لا تفعل من قبل ولا من بعد..!

لم يبق منك أي شيء ..

وحين يأتي المساء ..وحين تجلس وقلبك في ركن غير بعيد لا تجد شيئا لتقوله لا تجد سوى الصمت بينك وبينه .







هل أجمعتم أمركم ..وجمعتم قلوبكم ..تعالوا لنتبادلها !





_ أريد قلبا من حديد ..!



_أما أنا فأريده حقودا !



_أنا أحتاجه جدا ؛ قلبا رحيما عفوا غفورا



_لا أحتاج لقلب ....لدي إثنين!



_أحتاج لواحد..نعم .. ..غير أنّي لا أجد له متسعا!



_يكفيني نصف قلب ..و سأدخر النصف الآخر!



_..إمممم....عن ماذا تتحدثون!؟؟









ويأتي النهار ..تتحسسون صدروكم ..وقلوبكم الجديدة ..تشعرون بالغرابة وأنكم مغزوون بجسم غريب ..قلب (ما ) لا تعرفونه!

تعيدون نظم النهار وترتيب كل الأشياء ..تسيرون الدروب ذاتها ..وتقيمون الصلوات ذاتها ..وتدعون بالرحمة ورفع البلاء ..وتبرأون من خطاياكم ..وتنزعون ثياب الخطيئة ...وتلملمون عرقكم ..وكدّكم ..في جيوبكم ..بعيدا عن صدوركم ...

وفي المساء ..تشعرون بثقلها فتنزعوها تلك القلوب ..تعلقونها خلف الأبواب ..التي تشرعونها جيدا في الليل ..لا شيء تخافون عليه ..لا شيء تملكونه حقا..!



متعبون ..!

أعياكم أنكم لستم أنتم!

وأنها ليست قلوبكم!





لا زلت أبحث عنه ..وأصيح بأعلى وجعي ..من رآى قلبا جديدا فليأتي به إلي ..

من يعرف قلبا لم يستعمل ..فليأتني به ..

من يجد قلبا..أي قلب ..فليأتني به !



فلقد بت ليلتي أمس ....فارغة!









للبيع

أنتظر ..!!












تؤرقني موجة واحدة عابثة في بحري المتلاطم..سوداء ..كالشرّ..أخشى الغرق فيها كثيرا ..أخشى أن تباغتني من خلفي ودون أن تنذرني السماء ..أن ابتلع ملحها وأختنق ..وأخنق كل ما حولي!

على شفى... سقطة ..!

أنا الوحيد الذي أمسكني بيد صلبة لكنها تعرق كثيرا ..أخشى أن تفلتني فأقع ..!

أبتسم لكل تلك الوجوه ..حين أراها سعيدة بكل الأشياء التي لا ينتظرونها ولكنها تأتي ..لا تمهلهم حتى يتنفسون الانتظار هي تأتي هكذا ..تسعدهم ..وتفرحهم ..يخبطون بأيديهم التي لا تعرف السباحة موجات البحر لا يخشون غرقا أو مباغتة ..يلعبون بأسباب الشقاء والموت ...كلها تتجاوزهم إلى غيرهم ..

الطريق وحدها لهم !

لا تخبرني أنك قادر على أن ترسم قلبي على( ورق)حوائطه ..جدرانه ....كل غرفاته المشرعة لكل الأشياء ..صعب جدا أن تتنبأ بخارطة دقيقة تدلك عليه ..!

صعب ..حتى عليّ ..!

رغبة شديدة في أن يحضر الجميع ..

الذين يطلون علينا باستحياء شديد ..الذين يروحون ويجيئون في الذاكرة ..يدخلون قبل أن نأذن لهم ..ودون أن يروا منا أُنسا ..!

أريد وقتا ..!

من يبيعني وقتا ؟

أريده خالصا لي دون فوائد مرتدة ..دون دين يتراكم ودون "تقسيط مريح "..!

أريد وقتا كافيا لكل الأشياء التي سأنتظرها ..أريد وقتا كافيا لها ..كي تأتي.....

أريد وقتا آمنا أمينا .. لا يطفيء شعري الأسود..لا يسرق مني بشرتي النضرة ....ولا ذكائي الحاد ..ولا حتى بلاهتي _أحيانا_ الملتمعة !

أريد وقتا لا يسير فوق ظهري المشدود ..فيحدودب..ولا يدوس قدمي اليافعة فتهتريء ...!



من لي بوقت !



أستبدله بكل ما استهلك مني لأجلهم ..

أستبدله بكل ما ضاع مني وأنا أحل لغزا بشريا عابرا ..أو إنسانية تعاني صمما أو خرسا أو عماء ..



هاكم كل الوجوه ...لكم خالصة ..

...هذي قسمتي فيما أملك ...._لم يتبق لي غير وجهي _..فلا تلوموني فيما لا أملك ....!









قيدوا معصمي ..قيدوا ساقي ..أريد أن أبقى معكم فوق الأرض ..



وما أبريء نفسي ..إن نفسي لأمارة ...بالانتظار..













من يشتري مني وقتي

..وهذا الانتظار!






النصف المنكسر







كان الحلم مغلقا هذه الليلة ..


لعلها عمليات صيانة أو بعض التصليحات قد تعطب الأحلام أحيانا ..كأي شيء....قد تتوقف عن العمل !

ألا تفعل!



كان يحدثني عن كلمة سحرية ..يحتاج لكي يسمعها في طرف أي يوم كي يتمكن من العبور حتى طرفه الآخر ..كلمة واحدة قد تكفي ولكنها يجب أن تحدث ويجب أن يسمعها ويجب أن يقولها له أحد ..



قد يكون هو .. لأن الآخرين أحيانا يمارسون اللاوجود واللاحضور ..والإنغلاق والتخفي...والخرس حين نفشل نحن بهذا ..



البحث عن تلك الكلمة كان يكلفه النصف تماما ..وكان يبقي النصف الآخر كي يسمعها ..فلا بد أن يفعل !



بكل الأحوال كله كان في نمو مضطرد _هكذا كان يقول لي_ هو ينمو في كل يوم ويتجدد في كل يوم لذا لا يعبأ كثيرا حين يفقد نصفه ..المهم أن يسمعها ..تلك الكلمة !



أحيانا لا تكون جميلة ولا تتعلق به ولا تكون ذات فائدة ..لهذا هي سحرية لأنها تناسب ما يريد في كل وقت يريد ..!



حتى الأحلام تفاجئنا بأنها مغلقة ..أو معطلّة ..حتى هي غير جديرة بالثقة ...نحتاج لتجديدها من وقت لآخر ..أتخيل مكان ما لبيع الأحلام ..ألا يتاجرون بها أحيانا ..أو ربما أنها تنمو على سفح الجبل أو في واد عميق سحيق لا يدرك إلا بشق الأنفس ....



كالوضوء أحيانا تنتقض وتحتاج لتجديد ..كبناء قديم يحتاج لإعادة بناء وترميم ..أو كأثاث تمل من رؤيته كل يوم ..فنتخلص منه سريعا ونأتي بالجديد والحديث وما يواكب العصر ..!



الناس على نوعين ..نصف ممتليء ونصف فارغ ..بكل تأكيد ..الندرة النادرة ستحدثك لو جلست إليها عن (نصف منكسر) ..وكلٌّ يمكله ..ولكننا نبرع في إخفائه ..!



النصف المنكسر نصف دقيق جدا شفاف جدا ..حساس جدا ..الناس هنا على نوعين لو اعترفوا ..نوع لا يظهره ونوع يجيد إخفاءه ....!



النصف المنكسر منك هو نصف لم تعد تمتلكه ولكنك تفتقده ..مكانه فارغ ..لكنه موجود ..يؤلمك أحيانا ويشعرك بالندم أحيانا اخرى ..وفي أكثر الأحايين يمدك بطاقة عجيبة وبقوة لا تضاهى ...هو النصف الأكثر تواجدا والأكثر تأثيرا والأكثر تحكما بك ...!



لا تتفاجأ إن قلت لك أنه مصدر الأحلام ..أحلامك ..! ولا تتفاجأ إن قلت لك أنه غني بها ..إنه يرمم ذلك النقص الحادث بك من خلال الأحلام ...ألا تشعر بهذا!

بلى أنت تشعر !



الخسارة ليست أن تفقد أي شيء ..ولكنها أن لا تعرف قيمته ...حين تمتلكه



ولا تعطه التقدير الصحيح ...



يجب أن تكون كلماتنا ذات فائدة ومعنى ..ألن نحاسب عليها لماذا نكتب إذا كل هذا الهراء عن الخسارة والحزن والألم ..

لماذا لا يكتب كل منا عن بطولاته وصولاته وجولاته ..عن معاركه التي انتصر فيها فقط ..لماذا نتحدث عن الهزيمة والإنكسار ...!!



كانت هذه المرأة تتحدث عن العلاقة الغريبة بين التخمة ودفتر المذكرات !

أجل هذا الذي نكتب فيه يومياتنا أو الذي يكتبون فيه يومياتهم ..تقول أنه من الوسائل التي تساعد في التخفيف من الوزن ..أن تكتب لمدة عشر دقائق ..أنت وقتها ستشعر بالشبع بالإمتلاء .._ وهذه على ما يبدو مشكلة العصر ..أن نشعر بالشبع والإمتلاء_ !!



المشكلة أنني لا أحتاج لهذا الشعور ..بالشبع فأنا أشبع في الوقت المناسب تماما ..ثم المشكلة الأخرى أنني لا أمتلك دفتر مذكرات ..ولا أكتب المذكرات أصلا !!



ثم إنني لا أعاني من التخمة ..!



ولكنني أرمي الكلام ..وأبعثره في جميع الإتجاهات ..ألا يجب أن يصل هذا لأحدهم ويشعره بالإمتلاء ..والشبع ..!

فليحدث هذا ..الآن ..وليخبرني أحدكم أنه قرأ هنا أو توهم أنه سمع مني كلة سحرية ..ستكون عونا له كي يقطع هذه الليلة ..أو هذا النهار!

لا تقلقوا حين تكون أحلامكم معطلة أو مغلقة ..هذا يساعد أولئك الذين تحلمون بهم كثيرا على أخذ بعض الوقت للراحة والإستجمام ..لعلهم في أحلامكم القادمة ..يكونون أجمل !



ليلة هادئة لكم جميعا ..وأحلاما مغلقة!






16-08-2007, 01:47 AM

هسيس صمت ..//

"لا تشرعوا أبوابكم للغرباء "


قالها قبل الأفول بدقائق .. !

كان يهذي عن حسرات موؤودة .. ..يوطنها بين السرير والوسادة ..يثقل برأسه فوقها كيلا يسمع هسيسها إلاّه ..!

تعلّم كيف يوصد أبوابه جيدا ..وكيف يحكم غلق النوافذ ..ورغم كل ذلك ... تسللوا..

كانوا يرتدون أثوابا تزررها الشفقة ..يرخونها حتى أسفل الكعبين ....يجرونها جرّا خلفهم ..يلملمون بأذيالها كل ما تقذّرت به المعابر..!

..يرصّون الصفوف خمسا كل يوم...يمسحون بطهر الماء مقعد الفجر .. حتى تتفتّق أخاديد وجوههم الكالحة عن نور مزيف ..يمرون به على أيديهم وأرجلهم ..يثبتون سيما الصالحين من فوقهم ومن أسفل منهم ..عن شمالهم ويمينهم ..فتفتح لهم كل مغاليق الدنا وكل مزاليج الزمان ..

"هم العدو ..فلا يشرعن أحد منكم لهم الباب!!"

قالها ثم قضى يلهب جرحا إ ثر جرح ..بما تبقى بين الوسادة والسرير!



كيف كان يلدغ مرارا ...!

ومحرابه ما يزال رطبا!

كيف كان يقع في حفرة ..حفرها أخوه..!

كيف عمي قلبه ..رغم أنه كان كبوصلة ثابتة الاتجاه...للأعلى!

...كان السيّارة يشفقون عليه ..ينحنون أمامه ..يطيلون الجلوس إليه ..يغريهم فيه الهدوء والصمت... ..يلوحون بعطاياهم قبالة وجهه.. قبل أن يغمسوها في راحته المترهلة! ..لم يتنبه أحد أنه كان ممزقا ..لم يدرك أي منهم أن عطاياهم لا ترتق ما تمزق منه ..!

نفذ دمه كله ..سقيا لهم ../..تمزقت راحته و سال منه اللحم وسال منه العظم ..و هم لا يزالون يلوحون كل مرور بعطاياهم ...قبالة جبهته المنخفضة ...ثم يغمسونها في راحة يده ..!

يثرثرون عن صموده ..وقوته وصلابته ...وأنهم "لن يقصدوا " الأذية ..!..وكيف أنه طال صمته وسكونه..وكثرت أحلامه..!

بينه وبين الحائط ظهر ملتوٍ..كابتساماتهم ..! بينه وبين الأرض ..قدمان مقبوضتان ...كأنفاسه..!

لم يهنأ بمهد أو ..بلحد..!







"خافو ا قليلا واطمئنوا كثيرا ا ....!"

ظلّ ينادي بها فوق كل تلّ وسهل...!

وحدها المخاوف تتحقق ...وحدها تأتيكم في اليقظة ..كما في النوم...رؤى الأشقياء "المخاوف"...وكم هي حق!





كان يضرب برجله الأرض علّها تنبت له ما يخيطه ..أو حتى يرقّعه ...!

لم يدركوا أنه لم يعد صالحا كي يكسو أجسادهم من جديد .......عبثا كان يحاول إفهامهم أن قلبه انفقأ كفقاعة تضخمت ببلاهة محاولة إيساع المزيد من "الهباء"...!

كل ما أفرغته صدورهم في صدره...كل ما نفثته أنفاسهم في جوفه...لم يدركوا أنه لم يعد قادرا على رتق ما تمزّق منه..ما اهترأ..وما تنسّل!!



ظلّوا يمرون ..وظلّ يشرع لهم الباب ..يمدون أكفهم بجرأة كبيرة أوسط صدره ..يتناولون قلبه ..يقلبونه ..يدنونه منهم طويلا ..يزمون شفاههم ..ثم يعيدونه كيفما اتفق!

"يرجمون" على رأسه بمزيد من" الشفقة " ....يثرثرون عن صمته ..وصموده ..وعن أحلامه الكثيرة !!.



 01-11-2006, 11:56 PM



ولا تَقُصِّـ....ـي رؤياكِ لِقلـ....ـم..!

يا أَبَتِ إنِّي رأيتُ بَدراً وَضيءَ العَينينِ....




آتٍ مِنْ عُمْقِ الزَّمنِ ..



يحمِلُ قلباً وقلماً ..



يَخطُّ النُّورَ عِطْراً..



يَهدِرُ الفضاءَ نبضاً..



خِنْتُ طَرْفي ..فاستَعاذَ ..



يا أبتِ.. وَرَفعَني فَوْقَ العَرْشِ ..



ورأيتُهُ ..وَقلْبُهُ لِي ساجِدين ..



فَقُلْتُ لَهُ :أُكتُبْ ..



فَرَدَّني يا أَبَتِ على استِحياءٍ ..



وَهَمَسَ كَالنَسْمَةِ في مَسمَعي :"مَا أَنا بِكاتِب !!"



قلتُ له أُكتُب ..



أُكتُب



أنَّ السَّماءَ يَبَسَتْ....



وأنَّ الغَمَامَ .. امتَهَنَ قَطْعَ الطريقِ ....



وأنَّ مُويْجاتِ البَحْرِ ..وُئِدَتْ ..فما عادَت تحْمِلُ زَوْرقاً ولا عادت تَطَأُ مَوانيءَ للحياةِ!



وأنَّ الصبْرَ ..عَطِشٌ ظَمِيٌء..عارٍ من الأشواكِ ..!



وأنَّ العُهْر اسْتَأْسَدَ ..ونَكَأَ طُهْرَ النَّهارِ ..!







أُكْتُبْ ...



"باسمِكَ اللّهمّ" ..كي لا يَحْتَرِقَ قلبُكَ ..كي لا تأكُلَ دابةُ الأرضِ قلمَكَ..!







يا أبَتِ ..ورأيتُهُ يُسْرى بِهِ حامِلاً كِتابي ..نحو هاتيكَ القلوب ..



يشدُّ بكفّيهِ على فأس..!



تنبِشُ تُرْبَ كهوفِهم ..حتّى تَطْرُقَ شيئاً من أَملٍ ..يَنْتَشِلْهُ ..لِيُكْمِلَ بِهِ النَّسيجَ..!



يا أبتِ و يَمُدّهُ بَعْدَ اكتمالٍ أسْفلَ جَذْري فَأَفْتَرِشْهُ ...



.ليَحْصُدَ هوَ حبَّات عَرَقِهِ ..وَيسقِينيها يا أبت؛ فلا أظمأُ بعدها دهراً!!







يا أبتِ ..ور أيتُني أعرُجُ معه ..فلا يلْبِسُنِي الليلُ ..ولا يخْلَعُنِي النّهارُ ..!







..وما أن تَبَيّنْتُ خيطَ اليَقَظَةِ مِنْ خَيْطِ الحُلُمِ..حتى رحلَ يا أبَتِ..



رحلْ...!!





رحلَ حاملاً قلبَهُ ..وقلَمَهُ ..وفأسَهُ تلك التي تَنْتَشِلُ الأملَ ..!!







نبِّئْنيِ يا أبتِ ... ما تقولُ في رُؤْيايَ ?!



.

.

.

.

.

.

.

..فهَدْهَدَ لي مَهْدي حناناً ..!



وَربّتَ على أضلُعي رأفةً..!



و لملمَ عَبَراتي الحرّى..حُبّاً ..!!



ثمَّ أطرق ناظريه هامسا ً:



أي بنيّة ..!!



لا علمَ لي بِتَأْويلِ الأمَلْ ..!!



فلا تَخُطِّي حرفَكِ على وَرَق ...!



ولا تَقُصِّـ....ـي رؤياكِ لِقلـ....ـم..!



 
منتديات الساخر
منتدى المسك
منتديات واتا الحضارية
المنتدى الفلكي العربي

لا يحدّثون ..!!

أبقيتُ مِن وَهجِكَ القَليل ..ومِن وَجَعِكَ اليَسير ..وانْزَويتُ في لحدٍ ظَليم ..


أََعُدُّ أيّامَ العُبورِ

تَمَسَّّني العَتمَةُ كلّ ليلةٍ ..وَهم يَرقُدون !

تُحدِّقُ في غُربَتي مَلامِحُهم ..

لا يُحدِّثون !



"لا تُحدِّثي ..وصومي حتى انفصامِ النَّهارِ ..

فالليل لا يتخثّر ..والمرارُ طُعمٌ للجَّمالِ !

واسجُدِي حتّى انتِصافِ العُمُرِ ..

وتبتّلي إلى أن يَشُقَّ اكتِمالُ البدرِ سِتْرَ الظَلامِ ..!

ولا تلتَفِتِي لأحدٍ !

لا تَعْبَثِي بالدمّارِ !"

/

\

/

_أبقيتُ مِن حُلُمي ما يَسُدُّ الرَمَقَ ..وَيَرْتُقُ فَجواتِ الاحتِضار !



" لا تُحدِّثي ..

وشُدِّي سُروجَهُم بِخُصُلاتِ شَعرِكِ الشَّديدةِ الظِلال ..

واركَبِي

إِرْكَبِي ..

لِتَعْبُرَ كُلُ خُيُولَكِ فَوْضى الرّحى ..صَخَبِ السّجَالِ !"

/

\

/

_سَكَرَاتُ الموتِ تُراوِدُ صَبْرِي

وكُذَيْبَاتٍ بَيْضاءَ أنّ خَلْفَ الأُ فُقِ را يةٌ لانْتِصارٍ ..!



"لا تُحدِّثي ..

وخَبِّّئِي لِشمسِكِ ألْفَ خِمَارٍ ..

الفارسُ لا زال ..يُعارِكُ الحِصارَ ..!"

/

\

/

_لا يَتَذَوّقُني المَنُونُ ..

لا تَمْضُغُنِي السّنُونُ ..!

تاهَ عنّي رُُّقاد الجفون..



" لا تُحَدِّثي ..

لا تَحْفُرِي فِي الرِّمالِ

لا تنفضي عن لحيته الغبار ..

لن يحدّثوا ..بأيِّ ذنْبٍ ..رَقَدِّتِ..!

على أيِّ جَنْبٍ ..فُجِعْتِ"

/

\

_لن يُحدِّثُوا ..



" لا تُحدِّثي... !!"

29-06-2005, 04:05 PM

 
 
 
منتديات الساخر
 
 

ظلموك أمّاه فقالوا "اليوم عيدك"


ها أنا أمّاه أصبحت أمّا تربّعتُ عرشي.. وجاورتُ سيّداً لي أحبّني فكنتُ له أمَةً وأحببتُه فكان لي عبداً ..





هاهي صغيرتك ذات الدموع اللؤلؤية تهرم في يومها ألف مرّة ومرّة وفي عمرها الذي امتّد امتداد مملكتها الصغيرة تحيا ألف حياة ..تكابد تعاند تحاول دائما الصمود ..





هاهي أمّاه صغيرتك تذوّقت معنى أن تكون زوجة ومعنى أن تكون ملكة لهذه المملكة ..فما وجدت أحلى ولا أجمل من أن تكون أمّا ..





فكنت أمّا ..وكنت أنت دائما معي ..





كنت معي عندما انتزعوا صغيرتك من حضنك الدافيء وروضك العابق فلا كفّا تمسح لي دمعا ولا أنساما تزيل لي همّا ..ولا لهفة تكفّ البأس عنّي وتواري عثراتي وزلّاتي ..





كنت أمّاه معي في كل صرخة ألم كتمتها في صدري وكبتّها في داخلي حتى حلّ بصخبه الطفولي مستأذنا بالقدوم... بالحياة.... بأن يكون خارج أحشائي ..





كم آوجعني.....كم ....





وكم ذكرتك ..





كنت أمّاه معي كلما أقضّ مضجعي غير عابيء بحالي عكّر عليّ صفو حياتي وأسرني بصحبته الشقيّة أينما اتجهت ....تقيّدني كفّه الصغيرة في كل آن وكل حين ..واصبح الآمر الناهي ؛..إذا بكى أيقظنا وإذا اشتكى أربكنا وإذا جاع أقلقنا ..وإذا ضحك أسّرّنا وأسعدنا ..وإذا نام وغفا استعبدنا بهدوءه الساحر ..هكذا كان هذا الكائن الذي كنته في يوم من الأيّام …





و…ذكرتك أمّاه ..كنت معي وذكرتك ..





وكبرت مملكتي ..واتسعت ..فمضيت أسعى في مناكبها ..وأعمّرها ..أثبّت أركانها وألفّها بأسوار منيعة خشية عليها ..

كابدت أمّاه وأنا أتمزّق باشلائي التعبة لأحظى برضا هذا أو هذا أو ذاك ....ونثرت في أروقتها الحب والعطف والدفء و الحنان الذي أعطيتنيه أمّاه يوما ..واختزنته ....

وكم ..وكم ذكرتك .





ذكرتك أمّاه وكنت معي في كل لحظة

في كل همسة

في كل قطرة دم ضخختها من سويداء قلبي لرعيتي التي استرعانيها الله كما يوما استرعاك..





ذكرتك دوما ..وأبدا ..





وما هنئت بإغفاءة ولا ذقت غمضا حتى لهجت بدعاء لك





ظلموك أمّاه فقالوا اليوم عيدك...





لا تحصيك الأيام... ولا تعدّك الشهور... ولا تحيط بحنانك السنون ..





هاكِ أماه ..

وافترشي روحي بجسدك الطيّب ..

واقبلي رأسا يطأطيء ينحني يقبّل أخمص قدمك ..

يرجو عفوا رضا غفرانا عن كل أف أو آه لفظها يوما ولو سرّا بحضرتك .










صيد الفوائد
منتديات الساخر
منتديات المسك
منتدى رواء الأدب
منتدى المربد

البعوض أم الذباب ..أيها أشد ذكاءً..؟

من السهل أن تقتل بعوضة ولكن ستجد صعوبة كبيرة في أن تفعل لذبابة !


السر هو في تلك السرعة الدورانية التي تستطيع أن تحلق بها الذبابة ..بعكس البعوضة والتي تتميز بأسلوب هيلوكبتري في الطيران !

الذبابة تنحى منحى نفاثي!

لذا التصويب عليها ولطشها_أعني البعوضة_ بوسادة أو منشفة سيكون سهلا جدا ..وقاضيا في ذات الوقت !

البعوض كالنمل تقتله المياه المياه تخنق البعوض فلو أردت قتل بعوضة بطرق أكثر سلامة من فعصها بواسطة وسادة فإنك تستطيع ان تلجأ لرذاذ الماء ..هذا على الأقل لن يجعل الدماء التي تحملها البعوضة منك أو من غيرك من اشقائك البني آدميين تترك أثرا مزعجا فوق الجدران أو في أي مكان تم هرسها أو دعسها فيه!

إحدى الوسائل للتخلص من الذباب _غير المبيد الحشري / البشري والذي سيقضي عليك قبلا_ هي طريقة يعود لي أنا وحدي فضل اكتشافها تماما كرذاذ الماء في حالة البعوض _إرجع لأعلى_ ! وهي أن تترك لها منفذا وفسحة كي تخرج منه ! إفتح لها الباب أو النافذة على مصراعيها لبرهة من الزمن وستجد أن هذه الحشرة البغيضة المزعجة ستخرج وتطير عاليا ولن يوقفها أي شيء ولا حتى شغفها بإفقادك عقلك..وأنت تلاحقها ملتفا حول ظهرك!!



وهكذا هم الأغبياء من الناس أحيانا يحتاجون فقط لفسحة من الأمكنة والأزمنة كي يمارسوا غباءهم لا أكثر .الأمر لا يتعلق سوى بهذا ؛أن يمارسوا غباءهم !المشكلة الحين في الأذكياء الذين يعثّرون خطوهم ويضعون الكثير من العراقيل أمام غبائهم مدعين رغبتهم الشديدة في تقويم اعوجاج الأغبياء ..وتسديد النصح لتفادي بعض العواقب الوخيمة للغباء!

والحقيقة أن هذا ليس في صالحهم _أعني الأذكياء_..لأنه لا أبشع من أن يتذاكى عليك غبي حقيقي!!

صدقوني..

لذا فإنه من الأفضل عدم استخدام وسادة لسدّ أفواههم التي ستنطق دررا ..وبعض الحشيش ..ولا خير أيضا في استخدام ضار _كما تعلمون_ لمبيدات بشرية أيّا كان نوعها أنت فقط تحتاج لأن تتنحى جانبا بكل أدب واحترام وتقدير بعد! وأن تترك لهم فراغا مناسبا دون تقييد منك أيها (الذكي ) ولا تدقيق كي فقط يمارسوا غباءهم ..أنت وقتها تقدم خدمة جليلة لهذا العالم ..إنه وقتها سيسير بشكل جيد ..لن تتعطل أي من خدماته المعتادة ..الأغبياء سيشغلون أماكنهم كما يجب تماما ..دعهم فقط يفعلون!



نعود للبعوض .._يا لهذا البشري الغريب يحشر نفسه فيما نكتب دائما ..أردت أن أتحدث عن البعوض لا أكثر_

نعم

البعوض

هذا البعوض كما تشي بعض الدراسات مدري بعض الشائعات قد يقتل لو أنك تعمدت فعصه على جلدك !

كما تعلمون جميعكم أن البعوض كائن يتغذى على الدم !

مصاص دماء يعني

دراكولا يعني بلغة أخرى !

لونه أبيض وشفاهه حمرا ..ولابس بدلة سودة!

المهم تقول لك الدراسة أن لا تقتل البعوضة وهي تمارس فعلتها الشنيعة بامتصاص دمك ..دعها تتابع عملها ..وتمتص دمك حتى تشبع حتى تنتهي حتى تكتفي وبعدها اتركها لتحلق بعيدا وتمتص دم أي بني آدم آخر أو حتى تعود لتمتص كمية أخرى إن شاءت من دمك ..ولكن .._هه ركز معي_ ..إياك ثم إياك تحاول تقتلها وهي تشتغل وتمتص دمك فهذا قد يتسبب بموتك!

لأنك قد تدخل جزءا منها في جلدك وهذا الجزء االمنغرس قد ينقل لك العدوى ..والأمراض التي تحملها البعوضة وتستطيع أن تنقلها لك كثيرة عديدة أنت .._أيها الذكي_ ..في غنى عنها !



بكلمات أخرى ..لا تتباسل وتعمل فيها قوي وتقول (ها بجيها مباغته !) لأ ..لا تفعل لصلحك ..ونحن في النهاية نتحدث عن مصالحنا أولا و...تاليا ..وأخيرا !



بقي أن نقول أنني بشكل أو بآخر أشعر أن البعوض والذباب يمتلكان مستوى ذكاء واحد ...عليك فقط أن تفهم كيف تتعامل معه ..مهما كنت غبيا..أيها الذكي!



قالت في السماء

إنه العلم الذي بني على الفطرة الصحيحة ..وإنها الفطرة التي توجه للعلم الصحيح ..




حين قالت في السماء ؛ لم تكن تعرف عن السماء أكثر من زرقتها ...ولا عن الله أكثر من ألوهيته ..ولا عن نفسها أكثر من كونها أمة ..آمنت ..ثم استقامت!

الأمر لا يتعلق بالأسئلة ..وأنا لا أريد أن أتحدث عن أسئلة ولا أجوبة ..ولا أبحث عن شيء ما إنما هي متعة المعرفة ولذة العلم تلك التي تحركني أحيانا للحديث عن أي حقيقة ما ..عرفتها أو محصتها ..!



كانت ولا زالت أقرب نظرية لخلق الكون وبدايته هي نظرية الإنفجار العظيم ..كانت ولا زالت كل الظواهر الفلكية وكل دراسات تجرى وأبحاث تقام تؤكد هذه النظرية أكثر فأكثر ..لا زالت في طور نظرية أي أنها لم تصل بعد لدرجة حقيقة ..ولكنها ولغاية الآن تحقق نصرا مؤزرا على كل النظريات وتدحضها بشكل قاطع خاصة بعد أن توسعت مدارك العلم ووسائله وأداوته ..وازدادت دقته في البحث والدراسة ..وتمحيص الظواهر وإجراء التجارب ليس حول فقط ما يجري فوق كوكب الأرض ..ولكن ما يحدث عند أطراف الكون ..هناك نعم ..أطراف الكون !

إستطاعو رسم صورة تقريبيه للكون استطاعوا فهم ما حدث في أجزاء من ألف من الثانية وقت الإنفجار العظيم دقة مذهلة ولكنها أروع ما توصل إليه العلم ..

حين جاءت النظرية النسبية وجاء آينشتين ليعتذر عن خطأه الوحيد القاتل ألا وهو الثابت الذي وضعه متعمدا في معادلاته ليثبت أن الكون ثابت ..

الكون ثابت ..يعني أن الكون لم يبدأ ..ولن ينتهي !

الكون متحرك يعني أن الكون كانت له بداية ..وكل ما كانت له بداية لا بد وله نهاية ..!



إنه ما يقوله العلم!



خوف آينشتين من تداعيات تلك المرحلة البدائية التي كان يعيشها العلم ..ورفضهم القطعي لوجود بداية للكون ..نظرية التطور وما إلى ذلك من تخاريف أثبت العلم سخافتها وضحالة المبدأ العلمي القائمة عليه دعاه لذلك ....



لكنه تراجع ..



وأقر أن الكون بدأ في تلك اللحظة ..حين تفجرت كتله لا نهائية الكثافة في انفجار عظيم ..وقتها وجدت الطاقة والمادة والقوى التي بدأت قوة واحدة ثم انفصلت لتشكل قوى الجذب والقوة النووية وغيرها و الزمان والمكان ..ووو

مهلا

هلى قلت الزمان والمكان ..

نعم

الزمان والمكان لم يكونا قبل الإنفجار العظيم هذا ما يقوله العلم!

الزمان والمكان وُجدا بعد الإنفجار العظيم هذا ما يقوله العلم كأي شيء آخر نعرفه ..

كأي شيء آخر يعرفه الإنسان!



ماذا كان قبل الإنفجار العظيم ؟





العلم يقول : لا ندري!

الدين يقول : كان الله ولم يكن شيءٌ غيره!







ماذا كان قبل الإنفجار العظيم؟

العلم يقول : لا ندري!

الدين يقول : كان الله ولم يكن شيءٌ غيره!





ماذا كان قبل الإنفجار العظيم؟

العلم يقول : لا ندري!

الدين يقول : كان الله ولم يكن شيءٌ غيره!



العلم لا يعرف لأن العلم يتوقف هناك .يتوقف بقوانينه ووسائله وأدواته وطرقه وكل ما يملك ..إنه يقف عند تلك اللحظة ..

الدين يخبرنا ويؤكد لنا ما توصل العلم له ..يؤكد لنا أن عجز العلم هنا طبيعي ..بل وبدهي !



كان الله ولم يكن شيء غيره !

ولا شيء!

هل تستطيع أن تتخيل الـ"لا شيء"!

لا نتحدث عن المادة فقط أو الطاقة فقط ....عن كل شيء ..عن أي شيء..!





قبل تلك اللحظة تتعطل كل القوانين وكل المعاني ووكل المسميات وكل الأدوات وكل الحقائق والنظريات ..تتلاشى تماما ..لأنها كلها وجدت مع بداية الإنفجار ..





أنا لا أريد أن أتابع ..لا أريد أن أشرح أكثر ..أكتفي بهذا القدر لأن ما أريده قد وصل على الأقل لمن أعلم جيدا أنهم يتمتعون بالمعرفة ويتلذذون بالعلم ..

لا أطرح أسئلة ولا أبحث عن أجوبة أنا فقط ..أخبركم ببعض الحقائق ..



أليس هذا رائعا !



إنه العلم الذي بني على الفطرة الصحيحة ..وإنها الفطرة التي توجه للعلم الصحيح ..




حين قالت في السماء ؛ لم تكن تعرف عن السماء أكثر من زرقتها ...ولا عن الله أكثر من ألوهيته ..ولا عن نفسها أكثر من كونها أمة ..آمنت ..ثم استقامت!

الأمر لا يتعلق بالأسئلة ..وأنا لا أريد أن أتحدث عن أسئلة ولا أجوبة ..ولا أبحث عن شيء ما إنما هي متعة المعرفة ولذة العلم تلك التي تحركني أحيانا للحديث عن أي حقيقة ما ..عرفتها أو محصتها ..!



كانت ولا زالت أقرب نظرية لخلق الكون وبدايته هي نظرية الإنفجار العظيم ..كانت ولا زالت كل الظواهر الفلكية وكل دراسات تجرى وأبحاث تقام تؤكد هذه النظرية أكثر فأكثر ..لا زالت في طور نظرية أي أنها لم تصل بعد لدرجة حقيقة ..ولكنها ولغاية الآن تحقق نصرا مؤزرا على كل النظريات وتدحضها بشكل قاطع خاصة بعد أن توسعت مدارك العلم ووسائله وأداوته ..وازدادت دقته في البحث والدراسة ..وتمحيص الظواهر وإجراء التجارب ليس حول فقط ما يجري فوق كوكب الأرض ..ولكن ما يحدث عند أطراف الكون ..هناك نعم ..أطراف الكون !

إستطاعو رسم صورة تقريبيه للكون استطاعوا فهم ما حدث في أجزاء من ألف من الثانية وقت الإنفجار العظيم دقة مذهلة ولكنها أروع ما توصل إليه العلم ..

حين جاءت النظرية النسبية وجاء آينشتين ليعتذر عن خطأه الوحيد القاتل ألا وهو الثابت الذي وضعه متعمدا في معادلاته ليثبت أن الكون ثابت ..

الكون ثابت ..يعني أن الكون لم يبدأ ..ولن ينتهي !

الكون متحرك يعني أن الكون كانت له بداية ..وكل ما كانت له بداية لا بد وله نهاية ..!



إنه ما يقوله العلم!



خوف آينشتين من تداعيات تلك المرحلة البدائية التي كان يعيشها العلم ..ورفضهم القطعي لوجود بداية للكون ..نظرية التطور وما إلى ذلك من تخاريف أثبت العلم سخافتها وضحالة المبدأ العلمي القائمة عليه دعاه لذلك ....



لكنه تراجع ..



وأقر أن الكون بدأ في تلك اللحظة ..حين تفجرت كتله لا نهائية الكثافة في انفجار عظيم ..وقتها وجدت الطاقة والمادة والقوى التي بدأت قوة واحدة ثم انفصلت لتشكل قوى الجذب والقوة النووية وغيرها و الزمان والمكان ..ووو

مهلا

هلى قلت الزمان والمكان ..

نعم

الزمان والمكان لم يكونا قبل الإنفجار العظيم هذا ما يقوله العلم!

الزمان والمكان وُجدا بعد الإنفجار العظيم هذا ما يقوله العلم كأي شيء آخر نعرفه ..

كأي شيء آخر يعرفه الإنسان!



ماذا كان قبل الإنفجار العظيم ؟





العلم يقول : لا ندري!

الدين يقول : كان الله ولم يكن شيءٌ غيره!







ماذا كان قبل الإنفجار العظيم؟

العلم يقول : لا ندري!

الدين يقول : كان الله ولم يكن شيءٌ غيره!





ماذا كان قبل الإنفجار العظيم؟

العلم يقول : لا ندري!

الدين يقول : كان الله ولم يكن شيءٌ غيره!



العلم لا يعرف لأن العلم يتوقف هناك .يتوقف بقوانينه ووسائله وأدواته وطرقه وكل ما يملك ..إنه يقف عند تلك اللحظة ..

الدين يخبرنا ويؤكد لنا ما توصل العلم له ..يؤكد لنا أن عجز العلم هنا طبيعي ..بل وبدهي !



كان الله ولم يكن شيء غيره !

ولا شيء!

هل تستطيع أن تتخيل الـ"لا شيء"!

لا نتحدث عن المادة فقط أو الطاقة فقط ....عن كل شيء ..عن أي شيء..!





قبل تلك اللحظة تتعطل كل القوانين وكل المعاني ووكل المسميات وكل الأدوات وكل الحقائق والنظريات ..تتلاشى تماما ..لأنها كلها وجدت مع بداية الإنفجار ..





أنا لا أريد أن أتابع ..لا أريد أن أشرح أكثر ..أكتفي بهذا القدر لأن ما أريده قد وصل على الأقل لمن أعلم جيدا أنهم يتمتعون بالمعرفة ويتلذذون بالعلم ..

لا أطرح أسئلة ولا أبحث عن أجوبة أنا فقط ..أخبركم ببعض الحقائق ..



أليس هذا رائعا !









الزمان والمكان مخلوقان ؛يجري عليهما حكم الله ولا تجري قوانينهما عليه سبحانه!







عيد و "مشتهيات"

إنه العيد




ترتديه أمي جديدا كما تفعل كل عام....تلفّ بدنها بثوبها الذي اعتدّتُ ؛ لونه المكرر ..رائحته الباهتة..رقعاته البارزة ...وخيطانه المهترئة و التي تسد رمق الجوع في عيوننا ..

تجعداته التي تحكي قصّة ما قبل "الفقر".!



إنه العيد ..وعلبة السجائر الفارغة التي اعتادها أبي المقعد ..!

مسبحة خشبية ..كوب الشاي البارد جدا ..المعتّق جدا..والمرّ جدا أيضا!



إنه العيد



ولهفة إخوتي لصناديق المعونات كتلك التي تأتي كل عام بـ"الحاجات الأساسية" للحفاظ على

" خط الفقر"..

عناية كما لا نتوقعها كل عام بفقرنا وعوزتنا ..وكل الضرورات والحاجات الأساسيات !



أشتهي أحيانا أن أفتح أحدها فأجد أشياء أخرى لا تشبه الأرز ..أو قنينة الزيت .. أو بعض الطحين!



أشياء كتلك التي نحدّق بها حتى يسيل لعابنا خلف زجاج الفاترينات الباهظة "الحلوة" جدا .."المعطّرة" جدا..و"الملونة" جدا أيضا ..!



اشتهي بعض قطع الحلوى و الشكولاه ..ما يكفي منها كي يلوث إخوتي الصغار وجوههم وثيابهم الرثّة..ما يكفي منها كي تخترق البهجة أسقف "الزينكو" المتهالكة من فوقنا..ما يكفي منها كي نلعق أصابعنا متمتمين بلذة ونشوة لم نعرفها من قبل ..!





أشتهي علبة مفرقعات ..أستهلكها في إضاءة قعر بيتنا الخاوي ....إلا من بقايا قمامة ..ليست لنا !

أن أفتعل ضجيجا وفرحا يغيّر ملامح والدي المتيبسة!



إنه العيد ..كما يأتي كل عام .. "ليس لنا "..نجمعه من بقايا الفرح الذي يلقيه البعض ..من بقايا الابتسامات ..من بقايا الاحتفالات ..!



نرقب الآخرين ..حين يرتدون الجديد ..حين يبسطون حلوى العيد.. قهوة العيد ..حين يبسطون العيد

"كل العيد" فوق الشوارع بين البيوت ..أعلى السلالم ..مع طَرقات أبوابهم ..!



إنه العيد ...



أشتهي بيت بعتبة دافئة ومزدحمة ..عيد يأتي عبرها إلينا ..لا يمرّ عبرنا إليها..!



أشتهي أن أمتلك فرحا أجود به كما يجود به غيرنا علينا ..أن أمتلك بسمة ..أستطيع "ارتداءها" كما يفعل الآخرون دوما..أشتهي عيدا ..أغتسل فيه صباحا فلا ترثي لي النظرات أو تتساقط لي العبرات ...



اشتهيه لي.. لا بي!





أشتهي عيدا أطرق بابه أنا.. ..أستقبله جديدا نظيفا فرحا أحمل أوراقا نقدية بألوان لم أعرفها من قبل ..أنفخ فيه البالونات و فقاعات الصابون و كل "المعونات الأساسية" بعيدا جدا عنا ..بعيدا جدا عنّي..وعن إخوتي !





اليوم عيد ..قالوا أنه العيد..





ووجه أمّي _كـ..دوما_ يضيء لنا قبل الفجر..تحمّلنا دعوات وبعض الأكياس تبثنا بين الحاويات ..وروائح القاذورات النفّاذة ..تعطف على ماء وجهنا من أن يراق ..تستحث خطانا وبحثنا سريعا ..

تطلبه ككل عام .."بقايا عيد" ..

إنه العيد..

يرتدينا ككل عام من جديد!











العيد/2007
 
 
منتديات الساخر
منتديات واتا الحضارية
منتديات النوارس الأدبية

صباح الكسر

كل صباح ..


تشرق كروح ظمآى ..تتثائب قليلا ..تخلع إزار نومها ..تعد كوب قهوتها ..ثم تجلس غير بعيد في كبد السماء ..!

تبدأ يومها المعتاد ترسل أشعتها لتطرق زجاج النوافذ تشعل الغرف المعتمة ..تستحث الفرح في عيون الأطفال ..لا تمل !

كنت أجمع أطراف يومي حين رأيتها تتصفح النهار !



الدم المسفوك كثير هذا اليوم !

هو كثير كل يوم !



عراة هناك تيبست أطرافهم من شدة البرد ..جياع هنا ترققت جلودهم ..ثكالى هنا يذرفون الحزن يعبئونه بطرود استغاثات لشرق أو لغرب!

دمعة حارّة لأسير ..سجين ..يتيم أو شريد..!

أكف طاهرة تلهج بالدعاء ..وبسؤالات لا ترفع إلاّ للسماء..!



حتما لم تكن تنتظر الإجابة ..



كل الإتجاهات كانت تشير إلى حيث تجلس هي لكن ليس لها..!





هي ..كانت تعلم أنها لا تملك سوى التحديق ..والتصفح اليومي لكل ما يتراءى هناك صباح كل أرض !



لا زال النهار يعرج ..متكئا على لهاث لقلب صالح هنا أو هناك !



صفحة السماء تميل حيث المساء ..حيث همس لعهر أو لطهر ..!



تنحرف ضياءات الشمس نحوعتمة الليل ..فالنهار مضرّخ ...



وأولاء الذين يحرثون الأرض بدرائنهم ..يمطرونها بدمع كذب ..يسمدونها بخطوات آثمة ..ثم يرقعون السماء ..كي تُظِلّ نبتهم ..السَوْء ..!



لا يملون!



يا إلهي ..هم لا يملون ..

كيف يا إلهي ..لا يمسحون خطواتهم السوداء ..!

كيف لا يجففون الظلام كي لا يسيل مثقلا ويلوث جباههم الآثمة كل صباح!



كيف لا يغربلون نسمات الهواء ....كي لا تتكدر بخبثهم !



كيف ثم ..يا إلهي ..يمضون محلقين متخففين من وعثاء ذنوبهم لتبصم جباههم بضع سجدات مثقلة بالتقى فوق الأرض ..!







إلهي لم تنهض الشمس كل صباح ..عليهم!



إلهي لم تتفتح زهور الأقحوان وتفوح عطرا...لهم !



إلهي لم تغرد الطيور لهم... إلهي و كيف تبسم ثغورهم ..رغم رغم .....لها!



..كيف يمسحون أثر الإثم عن وجوههم ..دون عناء !



كيف يستقبلون صباحاتهم..... وكسورهم لا تجبر !



وجراحهم لا ضماد يلفها !

ودماؤهم لا يحقنها وريد!

إلهي ..كيف لا يلملمون نهاراتهم ليلا ..كيف لا يغسلونها . ..!



كيف لا ينشرون صفائحهم تحت هطل الشمس ..كي تطهرها !



مثقلة أسّرتهم ..وذنب الليل جاف ّ صلد!



مثقلة سرائرهم ..وإثم الليل سوط جلاد أشر ..



كل صباح ..كل صباح للنهار طهر يُجلد ..جرح ينزف ..

وكل صباح ....

كل صباح ..للنهار كسر لا يجبر !

ثقيلة ذرات التراب ..فكيف للنهار أن يلتحفها يوما !



معتم جوف هذا الأرض ..كيف سيغفو فيها !



مظلم هو القبر بارد كيف سيرقد فيه أوليس الوقت مبكرا!



وكسر بعمق الصمت _ فلا أنين _.. .. لم يجبر !





وصباح الخير كل يوم ..



صباح الخير يا كبد السماء ...



صباح الخير يا شمس تورات من مساء !



ومساء سيأتي كل يوم ...



ومساءات مظلمة ستأتي كل يوم ..



بمعصية عارية ...لا تستتر !



متسخة ..لا تغتسل!





.عمشاء ...لا ترى ولا تبصر ..!





وكسر كل يوم ..كل يوم ...لا ينجبر.!

20-04-2006, 04:31 PM

 
 
منتديات الساخر
منتدى رواء الأدب

نبض شِلو

قبضة من جميع الأرض ...


أحمر وأسود وأبيض ..

سهل حزن خبيث طيب..



ثم..



وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ





ثم





:"لقد خلقت لأمر عظيم"!

الأنباء هامّة هذا اليوم مليئة وزخمة بالكثير ..الأخبار طازجة كقطعتي توست قد قفزتا لتو..حارّة كرشفات متعجلّة لقهوة صباح سكبت على الفور.!



كلها مناسب جدا لحوقلة متحسّرة ..ولإستغفارٍ "تُقية"!

.."والحمد لله الذي عافا(هم) "!!



تُوتَّد المنابر جيدا ..وتعتليها الأفواه بكل ما هو صالح للفتيا..!

مدونات وقوائم مكتظّة بالمسببات والأسباب وتنظيرات بأنه علينا في وقت ما أن "نفعل"..!!

خطوط حمراء تشخّط مرارا..على جهة ..ومرارا أخرى تحت جهة !!





وكلٌ ..يفهم تماما :"لقد خلقت لأمر عظيم!"..



يا له _حين قالها _ من شيطان رجيم!!







وكلٌ ..يعرف كيف يلوك الموت بين شدقيه..وكيف يزفر المأساة ويتنهد االفاجعة ..و يدندن بحزن.. بكاء طفل أو نياح امرأة أو غصّة رجل!



إتكاءة مريحة لإستدعاء القهر ..وقدرة فائقة على مضغ اللقمة ببطء ..كمستوهل لما يرى!!









..وعلى خلفية لائقة ..منتقاة بعناية تُظَهّر كل أجزاء الصورة ..بتفاصيلها المباحة ..والحرام !..كل العورات ما ستر منها وما لم ..!..كل ما انتهك وما ينتهك..وينتهك



مناسب جدا لرفع سخونة الحدث ..ولإنتظار مصطنع لأخبار الثامنة ..ولمتابعة الشريط مرارا وتكرارا ..وسبق للنشر ..وللقبض على لحظة المأساة ..وكأنها مضت أو كانت ..والحمد لله على سعة الوقت ..والحمد لله على إتكاءة وثيرة ووسادة أثيرة ..والحمد لله على لقمة مضغت على مضض وكأنه الثمن العدل ..وكأنه هذا هو ..:"وسعها"..!

والله أكبر ..في ساحة "الجهاد الأصغر" ..الله أكبر لهم في ساحة الجهاد الأكبر..!

رب انصرهم ..رب مكنّهم ..

ولا تنسى بعدها وقتا مستقطعا لسّواك!!







وهناك ..عبر ممرات آمنة تماما ..

وطرق غير آهلة بأي قصف داخلي أو خارجي ..

هناك حيث يعاد تأهيل الحياة بوسائل (مهرّبة) دوليا ..!..

حيث دوي الدمار ..وصوت انفجارات الخراب ..

قريب جدا من أشلاء الرصاص الدام ..وقطع الذخائر الميتة ...وأجزاء الصواريخ الممزقة ..

حيث أنين المباني المتهدّمة..وصرخات الركام المحترق..ونزيف الدخان المختنق ..



حيث لا يغسّل العار ولا يكفّن ..وحيث تسجّى الكرامة حاسرة الرأس مكشوفة العورة ..

تمرر بصخب كبير ..مساعدات ضخمة ..تبرعات سخية جدا ..كريمة جدا ..لإعادة (الإعمار) ..

إعادة الإعمار..!!

كل حفرة ..

كل قبر

أو جدث

..بمقاسات مناسبة جدا ..ملائمة تماما .. للأجساد التي..

خربت ..تهدّمت ..احترقت ..

تمزّقت تشوهت ..تبعثرت ..

لكل شلو منها ..

ينبض بصمت ..

لكل حرمةٍ انتهكت .. ..

ولكل نفخة طاهرة من روح الله ..



كانت هنا لأمر عظيم!!

كي تكرّم كما يجب ..وتلحّد كما يجب ..

ولكي تقرأ سورة الفاتحة عليها

كما يجب ..

تماما تماما ..كما يجب









والحمد لله رب العالمين...




2006

خيــمـ(ـبـ)ـتي

لم تكن الأيامُ لتطلعني على خباياها ..ربّما رأفةً بي ..




ما كنتُ أظنّ أنَّ قصَّة اابدايةِ بصمةُ الزمانِ على جِباهِنا ..



لا زلتُ أذكر ..- أقصد -..لا زالت تنهُّداتهم تُذكِّرني ..بل كلُ طقوسِهم ..



الطريقُ الطويلةُ و والمتعّرجة كوجهِ جدّي ..



أوتادُ خيمتي المنغرسةُ في أعماقِ تُربي.. المتشبثةُ بقوةٍ (!!).. كجذرِ نكبتي ..



..لسعةُ البردِ ..وقتَ لجوئنا



شمسُ الصباحِ الأسيرةِ ..وقتَ نزوحِنا ..



دراهمُ معدودة لعوزتنا ..لقرصةِ أمعائنا ..



تبرعاتُهم السخيّة بأرضٍ تحملُ أكوامَ القمامةِ..وتحملنا (!!).



ومقبرة لا تتسع لمواتنا ..



وصفةٌ طبيةٌ لكحةِ المرضِ..ولا دواءْ (!!)



يدُ أّمي تنسُجُ ِقطَعاً من وطن .. (!!)



بنادقُ بني قومي الخاوية ...



غِمدُ سيفي المُبَلّلْ بعَرَقِي القارص..



منابِرُنا التي أحرقتها "حيّ على السكوت"..(!!)



رصاصةُ الغدرِ في ظَهرِ َأخي ..



ووصمةُ الخيانةِ في ملامِحِ ابنِ عمِّي ..



رافقتني كلّها ..وصحبتني مذ أمسي.



وحتّى يومي وغدي ..



ووجدُتني أستَظلُّ معها بخيمتي .. .



تلكَ التي تمتدُّ حتى تسعَ كلّ تبعثري في الصقاع والبقاع ..



جبارةٌ خيمتي (!!)..كطواغيتِ بَنيّ ..



عصيةٌ كَدمعةِ في غُربَتِي ..



ظليمةٌ ..كوجهِ مُعتَديّ..



صامدةٌ ..كصوتِ جلاّدِي ..



مَديدةٌ ..بعمرِ" القضية"



ليست كأرضِ أبي ....



خَيمَتي كانت ..



كوهمِ "وطنٍ" بِلا نهاية ..(!!)



تلك الخيمة ..الأبديّة



بحجمِ تلك الخيبة ..(!!)

.

.

.

كبيرة قلت لكم كبيرة

.

.

.

.

.

.

بحجم خيبتي ..(!!)

.

.

..كانت كبيرة خيمتي ..(!!)





15-05-2005

 
 
منتديات الساخر
منتديات النوارس الأدبية

،،خُطى الدَّربِ الطَّوِيْلِ ،،


سَأَقْطِفُ مِنْ عَناقيدِ الغَمامِ بِضْعَ حبَّاتٍ ،،حتَّى تَمتَليءَ جعبتي ،،





وَأحتضِنها ،،بِعُمْقٍ ،،بِدفْيءٍ ،،وَبِكُلِّ ثِقَل الأملِ في جنْبَيّ ،،





إلى أنْ تَكْتَنِزَ،، وتستحيلَ مطراً يَنْهَمر ،،









عنْدها







،،،





،،،





،،،





عنْدها فَقط





،،،





،،،





،،،





سأزْرَعُ الأرضَ ،،!





،،





،،





،،









،،







،،





،،







سَألتُكِ أن نمضي معا ..









نستَبِقُ خُطى الدربِ الطويلِ ..نرسمُ لوناً لعشبِ الأرضِ ..





ننبَعِثُ كالنوَّارِ ..





كزيتونةٍ عتيقةٍ...كسُنْبُلاتٍ خُضْرٍ تَأْنَفُ اليَباسَ ...





سألتُكِ.. أنْ كوني ِلهدير ِبحري ..جدولاً يتهادى عُذوبةً ..





فلا بَرزخاً يحجِبُني ..ولا ملحاً يَؤجُّ مائي..







لِلوعتي الحرّى... عَبراتٍ كالبَرَد..





تُطْفِيءُ جذوةَ الجرحِ الملتهب..وتخمدُ اللؤْمَ الرابضَ في وجعي..





،،



،،



،،





سألتُكِ ..







أن نمضي ..كفاً بكفٍ ...



تغمِزُ أناملي راحةَ يدكِ ...فتتوردُ خجلاً دمعَتكِ ..



فتسحرني..



ِفَتُحيلنيَ كوّةً لِطُهرِكِ ..لنداوةِ الفجرِ في جبهَتَكِ ..



لقلبِ يكادُ بصدرِكِ يُضيءْ..!







سألتُكِ نَظرةً من طرفِك ..





ترمُقهم ..تُلعثِمَ قوافِلَهم وتطوي الدُّروبَ بعيداً عنهم ..





تُعَثِّرُ المسير....وتهوي بهم كوادٍ سحيق ...





،،



،،



ويبقى الطريق ..







لأمدٍ مديدٍ ..ِلمنُىً حالمة ..





تاهت رُؤاها في دجى ا لليلِ الحليكِ..







سألتُكِ ..





عمراً لعمري ..نبضاً لنبضي ..





شموخاً ..تتكيءُ عليه عزّتي.. ..





حضناً ..يضمُّ رجولتي المبكرة ..





كهولتي العجول..







يا صرخةَ أختيَ الكليمة ..





يا وجه أمي َّ المثكولَ..









لأبقى أنا وأنتِ ..معا ..





..كمِجرَّةٍ من شموس ...وشواطيءٍ من بُدور ...وسِلالٍ لِقِطافِ غيمٍ مَطير ..!





تعالي معي ..أمسّدُ لكِ الطريق ..



أرقِّعُ الخطوبَ ..





ونسبق معاً ..





خُطى الزمن ..





نسبق معاً ..





خُطى الدربِ الطويلِ































7/8/2005


منتديات الساخر
منتديات المسك
منتديات النوارس الأدبية


__________________



::’:: كهلٌ هو هذا المساء ::’::

كهلٌ هوَ هذا المساءْ..






حين أضم ساقاي لوجع يرقد في قبـ/صد/ـري ..!



وحين تتشابك أضلعي ..و يرتجف شحوبي..





لبرد يقرص أنامل عمري..!

لقشعريرة تجتاح يباسي.. كطقطة غصن ..كخشخة لِلِحاء !





لحشرجة تندلق مع أنفاسي.. ؛ بين لحدين..بين حدّين

...ما بينهما :

تراب تراب!!













كهل هو هذا المساء...!















كسحابات غيث متعثّرة...

كـ..ـصقعة ليل متلعثمة..









من يرى!

من ذا يشقّ الجيبَ... كي يرى!





وجعا في قلوبنا ...لوعة في أحشائنا ..

غُصصا كأكوام أوصالٍ مقطّعة .....





مُثقلة...؛

بحبات زيت دُرّي...







مُطعّمة..؛

برحيق خبز برّي ...!



















أيُّها أوّلاً _يا رفيقة الأسى_ أنعي ..؟





وريقاتك اللابثات في إخضرار..!

أم أمنياتي الماكثات في إحتضار..؟!



















وإذْ.. ذا..؛





أفي أرضكِ متسع لجذر يُنبِت جذعي ..!

أفي تربك بقيّة طلٌ تُُنعِش خفقي..!

















لا زال قاتلـ/ـك/ـي يدوس شاهدي ..

يحدّق بي من خلفي!



















دثّريني..... دثّريني ...

فعزّتي عارية..!









زمّليني ..زمّليني ..

فسَوءتي بادية...!





















كهل هو هذا المساء ..!









وشَطْؤُكِ مَيْتٌ ..

فمن لي بعصا تُعكّز قهري المسجّى أرضا..!

من يحقن ألمي ..صوتي المتهدّج فَرَقا..!









كهل هو هذا المساء ..وكهل هو وجهي ...

وكهل كذا هو..صمتي..!









حنانيك حنانيك ..

فلا ترهبي..

لا تجزعي ...

أُثبتي ....أُثبتي









وخبّئي لجذري بعضا من دفئك...

و شيئا من بشارة ..نبي...





















كهل هو _ يا زيتونتي _ هذا المساء ..!























26-01-2006, 02:54 PM




منتديات الساخر
منتديات النوارس الأدبية
المنتدى الفلكي العربي
منتديات المسك
منتدى رواء الأدب









يومَ أرْخت الياسمينةُ ..عِطرها..!

"والأيام تنقص منّا ..وتعيد تشكيل ملامحنا ..


نحن أضعف ..نحن أوهن ..

وكل يوم نعيشه ...نكتشفه ..يمتصّنا ..

ولا عودة ..!"





















جلست متكئة حوالين نافذتها ذات ليلة أنعشها الأرق ..تبعثر أغصانها المتعرّشة بعشوائية منتظمة ..تسلِّقها ملتفة بشغف حول ضوء خافت يأتي من ركن بعيد من تلكم الغرفة ..!

اعتادت أن ترتشف قدحا من نور الشمس كل صباح حتى يتسنى للحياة أن تسري في عروقها ..وحتى يشتد عودها ويصبح قادرا على حمل قوته وقوت أفرعه الجانحة ،

لم تفعل ..!

كان المرار الذي ينتشر بنشوة شديدة ليلتها قد استحال لحبيبات سوداء بنكهة القهوة ولذتها؛ كافيا لإيقاظ كل إيقاعات الحياة فيها ..وكانت ذرات البرد التي تتراص بين سحب الضباب الكثيف من حولها كحبات هال تزيد من قوة الطعم ..وكثافة النكهة !



كان عطرها يتبختر بين بتلات زهراتها البيضاء اليانعة ..تتفتح بنداوة شديدة ..وبنصاعة باهرة ..، وكانت قطرات الندى تتدحرج رقراقة بوقار وتؤدة تجرّ الواحدة أختها ..وتهوي أرضا متكسرة كبلّورة عبقة على الإسفلت الأسود..

.



استطاعت أنفاسها القوية المطعّمة برحيق آخّاذ قشع غمم الضباب ..وشق طريق متعرج لبصيص رؤية كانت تتلمسها ، أخذت تقلّب أوجه الأحياء ...وكأنهم صفحات في كتاب مسائي زخم .. تتلوى فوق دثارها _بشغف_ كي تقرأه قبل أن يقنص النوم جفنيها ..!



جلست تسامر المارة والعابرين ..العابثين بسكون ذاك الليل الطويل.. ...غير بعيد.. أبصرته..

كان جوعا يغمس راحتيه الممرغتين بالتعب ما بين إدام يغرف به ..وبقايا فتات ..تزاحمه عليه بعض الكلاب الضالة ..! ضريرا يتسند حوائط ذل ..يتوكأ على عصا تهشّ ما تساقط عليه من شفقة لا تسمن ..!

آهات تائهة لرقاب مستعبدة تجنزرها أيادي المردة من أولي الأمر ..!

كان يأسا رغم شدة البرد حارّا ..مفعما بالنشاط ..وكان قهرا أنيق المظهر ..ذا ابتسامة صفراء ..لا تسرّ اليقظين ..!

كلها تسكن الأرصفة ..تلتحف الأدخنة المتصاعدة من المقاه أو الأفواه !



تتابعت الطرقات تطوى غير بعيد أمامها _مكرهة_..!

..وهي لا زالت ترخي من عطرها ما يقشع الضباب ..ويشق لها الدروب ..ويجلي لها الطرقات .._شَغِفَة_ ..!

حدقات جاحظة كانت تلتهم البرد بجمود لا ترمش ..ولا تنبس ..ولا تقرّ..!

تستتر بين الأزقة تخشى سوط جلاد قريب أو آت..وحوائط متقاطعة تارة ومتجاورة تارة أخرى تعلقت عليها بعض اطارات لنوافذ مقفلة ..محكمة..تتبدى من خلال زجاجها ستائر سوداء ..لا ترى من خلالها بقدر ما تسمع من أنّات لقلوب ..مجروحة ..مكلومة ..موجوعة تسكب الآهة تلو الآهة بدقّة كبيرة و... صمت!

وكانت لا تزال ترخي من عطرها ..وترخي ..فتشق لها الدروب المزيد ..وتتكشف لها خبايا الأزقة ..وتنبري أمامها أسرار ما خلف الجدران ....ما بين الثنايا ..

ظلام شديد ..حلكة كبيرة ..متاهات ..أوجاع ..غصص وألم ..!

أكبر ..أضخم ..أعظم ..من أن تحتمل..!



ما الذي أيقظها ..!



ما الذي أقض مضجعها ..ما الذي أقلق هدأتها ..!

ولا زالت تنقص من أطرافها ..وينفذ منها عبقها ..ويتفلت عنها رحيقها ..حتى آخرها ..حتى آخر جنحة من الليل الراكد الحزين ..وحتى أول خيط من نسج صبح عليل ..



على غير عادتها ..وكما لم يرها أحد من قبل ..كانت شاحبة البياض ..باهتة العطر ..ذابلة العود ..منهكة حتى آخر بتلة في زهراتها ...!!



من أشرع للياسمين طرقات المدينة المعتمة ..من أباح لها أزقتها المظلمة ..؟ من أطلق العنان لعطرها ترخيه ذات حلكة ..ذات غلسة ..ذات خلسة!!

من مكر بها حتى تفعل !

كيف لم يرتفع برجها ..لم توصد نافذتها ..لم تهذّب أغصانها الجامحة ..!

كيف لم يحقن شذى عطرها الأخّاذ..ولم تلملم ..قطراته العبقة ..!

من مكر بها حتى تفعل ..!





هشة هي زهرة الياسمين ..طريّ عودها ..غض غصنها ...طيّار عطرها .أخفّ من أن تتجاذبه الأرصفة ..أو تلتوي عليه الأزقة..!

أضعف هي من أن تعبث بها أيادي العابرين ..أو أن تشتمها أنوفهم المرتفعة ..!

كانت كل الأشياء تمتصّها أكثر ..كي تعرفها أكثر..!

وتفقدها أبكر..!

تمتص رحيقها وصمتها وهدوءها ..! ..تمتص الأمان في جذورها ..السكينة في زهرها ..الثبات في أغصانها ..وكانت هي _الياسمينة_ ..تعرفها أكثر _الأشياء_!



من قال أنها ستنبت من جديد كما كانت..!

..أو أن زهراتها ستبعث على ما كانت !!..من يجزم أن عطرها سيجروء أن يعيد الكرة ..ويجوب الشوارع المسفلتة أو الزوايا الموحشة ..!







سترتفع كل صباح ياسمينة ....وسترتشف كوبا من أشعة الشمس ياسمينة .. وسيشتد عودها الياسمينة ....لكنها أبدا بعدها لم/ لن تزهر..كما كانت..!

أبدا..لن تبعث على ما كانت عليه!



لن تفعل!









_لن أفعل_(!)




منتديات الساخر
منتديات النوارس الأدبية





أوَ يظنون أنهم يقتلونا ..!








تعالوا نعلمهم كيف نعشق الشهادة ..كيف نهوى الردى ..كيف تنسج نساءنا كل يوم قصائد من تراب الأرض هي للرجال هوا وعشقا ونغم ..تعالوا نعلمهم ..أننا إذا اخترق الرصاص صدورنا لا نغتسل ..لا يلفّنا الكفن ...ولا تنتن أجسادنا ..أو تهتريء ..أو يأكلها العفن ...تعالوا نعلمهم ..ويحهم ...أن الخوف يهابنا والجبن كبش ذبحناه وخفقات فؤادنا لا تسمعها سوى المآذن... وحيّ على الصلاة ..وارتعاشة أجسادنا لا تحضرنا سوى ليلا ونحن قيام ...







تعالوا نعلمهم.... تبا لهم تب ..أن







أطفالنا تغتالهم الخلسة ..والخسّة .......ولقيمات في ثغرهم لمّا يبتلعوهابعد .. ...







وأنهم .._لهف قلبي عليهم _ تفرّغ في أجسادهم كل طلقات المدافع ...







وكل القذائف ...و القنابل ...







تعالوا نعلمهم ..كيف تكون الطفولة عندنا ..كيف هي ألعاب الصغار ..وكيف يجلسون للطعام ...وقنص الجبن يرمقهم....وكيف هي رحلتهم لدراسة بلا عودة ..وكيف يقرأون في كتبهم ..أدب في مراتب العشق ومقامات الشهادة ..وعلوم الصمود ومدارج الشجاعة ...







وبعد ذلك لا تغسل أطرافهم الصغيرة ..ولا تمسح قطرات دمهم القاني...







ولا يلفهم الكفن...لا وربي لا يلفهم الكفن











وكل الأمهات وقتها ..لا تبكي ..ولا تنوح...وكل المآق ..لا تذرف ولا تغادرها الدموع ..ولا نشقٌ الثياب ..ولا نلطم الخدود ...والرجال تكبّر ...







فما لاذت بالمساجد إلا لتكبّر..ما لاذت رجالنا بالمساجد إلا لتكبر...







..وما قتلتموهم ....ولن تفعلون...







ويحكم لن تفعلون....











يا أمتي ..يا أمة لا تموت....







تعالوا نعلمهم ..كما علمتنا براءة ترصدوا بها وطفولة لم يمهلوها ...ورجالنا التي تكبّر....ونساءنا أولاء الّلائي لا ينُحنَ ..ولا يمزّقن الجيب...تعالوا نعلمهم.كيف لا..ولا يلفُّنا الكفن ..ولا نغتسل ..ولا يعطرنا سوى مسك عبق منهمر

 
 
منتديات الساخر
منتديات المربد
منتديات المسك
منتديات رواء الأدب

ليتك تسري بنا الليلة يا براق..!

ليتك تأتينا الليلة يا براق ..إيتنا كما ليس في الأحلام .. شق لنا القلوب ..سرّي عنا يا براق


أضنتنا الآلام ..أوجعتنا الأيام ..تكالبوا علينا ..صرنا كالطريدة ..لا ..بل إن الطريدة تهرب خوفا أو فزعا أو رغبة في الحياة ..أما نحن ..فلا حراك ..ولا قيام ..

ليتك تأتينا في ليلنا..تحملنا نحو تلك البلاد .. أن نسجد سجدة في المسجد ..لا كالأحلام ..

أن نركع أمام المنبر ..أن نجهر بالدعاء ...أن نتوضأ بالماء ..لا بالدماء ..

حملتنا النعوش كثيرا ..أفتضن علينا بحملنا الليلة يا براق ..أم أنك ترانا الثقال الثقال ..

آمال طويلة ..أم ذنوب كثيرة ..أم جري كالأنعام ..!!



ألا تسري بنا ..وتعرج نحو السماء ..إرفعنا الليلة يا براق ..لا كالأحلام ..ملتنا الأرض ..وعافنا التراب ..عرّج بنا يابراق نحو سماء أولى ..والثانية ..والثالثة ..احملنا نصعّد فيها ..فلا تختنق

أنفاسنا ..ولا تضيّّق صدورنا ...وسر بنا نحو المنتهى ..انفض عنا تراب الزمان ..أما آن الآوان ..!



تعبنا يا براق ..فمتى العود ..ومتى الصعود ..ومتى الإسراء والمعراج



كتبت في ذكرى الإسراء والمعراج

 
 
 
منتديات الساخر

نحن أمة لا تموت ..!

نحن لا نموت .. !


نحن ننبت كالعشب من تحت براثن التراب ..نحن تنشق الأرض عنا كل فجر ..زهرا ...شوكا.. أو



أحجار ..ننبت تباعا ..تباعا ؛ وعندما تحرقنا الشمس بلهيبها ونيبس؛ نحن لا نموت.. بل تتساقط



هاهنا بذورنا ..وتهتز وتربو لتنمو من جديد ؛فنحن لا نموت ..!



نحن أمواج لا تنتهي مياهها.. عذبة أو مالحة ..حلوة أو مرّة.. كثيرة ..كثيرة.. لا تلبث تتلاطم في



بحر لجّي لا ينجزر.. هو كبير كبير ..وعندما تشتعل الشمس وتغلي من حرها مياهنا ؛ نتصاعد



في السماء قطرات سخية ..نتيه في واسع ملكوته ..نرحل ..ونرحل ..ثم نعود ..نعم ..نحن



نعود...ونتساقط فوق



الأرض.. مطرا غزيرا قويا ساخطا غاضبا ...فتطرب الأرض لنا ..وبعودنا تفرح ..وتحيا بعد موت



وتنبت بعد جدب... وتندى بعد قحط ...



فنحن لا نموت ..!



وعندما تتشرب أجساد-نا الأرض’.. وتلوكنا لحودها.. وتتأبطنا قبورها ..وتنقطع الأنفس حية أو



ميتة ...؛نحن لا نموت ...!



بل تخر عنا الجبال هدّا .. وننفجر ينابيعا هنية رقراقة لجينة.. وننساب في حنايا الأرض نبعث



الحياة.. وننثر الخيرات.. ونحي الموات.. فنحن أمة لا تموت..!



نحن امة إذا جاءها المخاض؛ هزت إليها بجذع النخلة.. وما كلمت الناس دهرا.. ثم بعد ذلك أنجبت



لكل أم بطلا.. أو شهيدا... لا يصلب.. ولا يقتل.. بل يرفع عاليا ..حيا هو ليس بميت.



نحن شمعة لا تنطفىء... ورد لا يذبل... نجم لا يأفل... شمس لا تنفك تشرق... قمر



أبدامستضيء..



نحن جمر ملتهب محترق.. نحن نار متأججة مستعرة.. فإذا مضغتها الأرض وبصقت عليها من



لعابها لتخمدها..؛ ’تقتلع القمم عنها براكين جهنمية... وحمم تميّز من الغيظ.. تريد المزيد لا



تتوقف... ولا تنحسر... ولا في سجن تنأسر ..



قد تنبت عشبا او حجرا..



قد تسقط غيما أو مطرا..



قد تجري نهرا.. وتهدر بحرا..



وتنفجر بركانا من نار... من نور...



قد تبعث في أمتنا الروح..... فنحن أمة أبدا..... أبدا..... لا تموت ..!











كتبت أعقاب أحداث جنين ..



منتديات الساخر
منتديات المربد
منتديات رواء الأدب


MISS RUBBISH

هذه ليست المرة الأولى التي ترى فيها فتى يقلّب حاوية النفايات ..ودّت لو تلتقط له صورة ..! لا تدري كيف مالت بالسيارة ناحيته تتأمله ، مؤكّد هو لم يلحظها ..استمّر في التقليب دون أدنى اهتمام لما يدور من حوله ، كانت ترى أنه يقوم بعمل عشوائي منظّم إلى حد ما في فرز النفايات ؛هو يلتقط غالبا العلب المعدنية الفارغة من معلبات أو مياه غازية والتي بالإمكان إعادة تكريرها و يبيعها ..و في النهاية يربح لقاء عمله هذا ولو اليسير من النقود.




وحيث إنها امرأة عادية جدا ..فإنها تبدأ يومها عادة ببعض الأعمال المنزلية ..أعني بالكثير من الأعمال المنزلية ..!..لها قدرة تنظيمية هائلة ..وامكانية على استغلال الوقت بشكل لا يمكن تخيله ،وترتيب الأولويات في تناول الفوضى التي تبثها الرعية في هذه المملكة الصغيرة .

لا شيء يهزمها .

فلكل شيء مكان ولزوم وهدف ،لكل شيء حيز يشغله يجب أن يشغله بالشكل المناسب تماما وكل شيء صالح للإستعمال مرارا ! تستطيع بمهارة إعادة تشغيل كل شيء إعادة استغلاله واستعماله حتى ينفذ تماما أو لا يعد صالحا للإستعمال أبدا ..!

تستخدمه (بحقه) كما يقول زوجها !

(بحقه) :هذه تعني بقدر ما وضعت مقابله من نقود..!

"وهذه رؤية اقتصادية جيدة يجب أن يتعامل معها المستهلك بجدية!" حدّثت نفسها





في تلك اللحظة العابرة من الزمن استوقفها أمر عجيب فعلا ؛ وهو أنها تتعامل مع النفايات أكثر مما تتعامل أو تحتك مع أي شيء كان !!

"هي _أي النفايات _ تأخذ من وقتها أكثر مما يأخذه أي شيء آخر " فكّرت..بل ولها مزاج غريب في التعامل معها فمثلا ..لم تكن تحبّذ رمي بقايا الطعام في حاوية النفايات ، كانت تفضّل رميها خلف سور المنزل حتى يتمكن أي كائن حي من التقاطها أو الاستفادة منها ..؛ نملة جائعة ..حشرة شريدة ..صرصار عابر ...فأر مهاجر..! أو حتى أن تمضغها تربة الأرض في عملية تكرير طبيعية جدا ..!!"وهذا ما يسمى باستثمار الطبيعة للطبيعة " كما كانت تقنع نفسها.



لا زالت تحتفظ به خلف الباب، صندوق يمتليء بالكثير من( البطاريات) منتهية الصلاحية ...يقال بالإمكان إعادة الإستفادة منها ، لم تكن تدري فعلا من سيفعل وكيف ومتى ..!. ويقال أيضا أن إلقاءها في أي مكان يشكل خطرا حقيقيا على البيئة ؛حتى ولو تم دفنها في عمق الأرض ..!

سيتسرب الزئبق المكون لها ؛ المادة الأكثر سمية في العالم والتي يستحيل تحلّلها ضمن أية ظروف بيئية!



"هذه فعلا مصيبة ..!" قالت هذه الأمّ

"لا بد من وسيلة مجدية للتخلص منها دون أي أثر سلبي "



يا الله الحديث عن النفايات أمر ممتع حقا !

استرسلت وهي تفكر أنها قد تتمكن من إيجاد حل للتخلص أو الإستفادة من كل أنواع النفايات التي ننتجها يوميا .

فقد تستطيع إعادة تكرير كل هذه المواد والإستفادة منها .."بالإمكان توظيف كل المشردين الذين يعملون لحسابهم الخاص في حاويات القمامة العامة....سيعملون لحسابي .." قالتها محدّقة خارج النافذة

فكّرت أنها ستعمل لأجل حاويات أكثر نظافة وترتيبا وتنظيما ..!

ربما ستكون معدّة بشكل يسمح لترتيب كل شي في داخلها؛ أرفف، دواليب خاصة لتنظيم المحتويات وتوزيعها!

وستعتني بنظافتها كما تعتني بنظافة كل شيء؛ كي لا يتسخ أحد حين استخدامها!



عندها قد يكون لأولئك العاملين لحسابها دخل ثابت، وقد يتمكن أغلبهم من تخطي مستوى الفقر الذي يعيشه وستعمل الأرباح الجانبية على تحسين مستوى معيشتهم ..!

قد تقل معدلات البطالة التي ما تزال في ازدياد مضطرد..!

"وحتى البيوتات قد تعمها السكينة والهدوء" قالتها متنبهة؛ ذلك أنه لن تحدث أي مشاحنات وخلافات على (من سيلقي بالقمامة خارجا( !



و الأزواج سيتوقفون عن التذمر من كثرة أكياس القمامة التي تخرج من منازلهم ،وسيشعرون بالرضى التام حين يجدون أن زوجاتهن تعملن وبدخل ثابت دون الإضطرار للخروج من المنزل ،وبطريقة عملية جدا اقتصادية جدا ،تُظهر حرصا أكيدا على مال الزوج المهدور دوما _كما هو الإعتقاد السائد!!!_



حسنا وبالإمكان الإستفادة من فكرة مذهلة ،ولها فقط هي وحدها سبق التفكير بها ، ستضعها ضمن حيز التنفيذ طبعا ؛ ألا وهي اختراع سلة مهملات قادرة على تحليل النفايات إلى عناصرها الأولية بمجرد وضعها فيها..!

سيكون لديها التمويل اللازم لصناعتها وقتها ،سيكون ذلك أيضا سببا لتشغيل بعض العقول العلمية التي تتراكم كاسدة أكثر مما تتراكم النفايات في حاويات القمامة ..!

وقد يأتي ذلك اليوم الذي تحلم به حيث تنهال عليها اللقاءات الصحفية للحديث عن هذا المشروع الضخم ..وبرامج كثيرة جدا عبر الفضائيات ..ربما وقتها ستتحدث عن والديها _تماما كما يفعل المشاهير _ كونهما ربياها تربية صالحة وكيف كان لهذا أثر على تحقيق حلم حياتها ..وبالطبع لن تنسى أن تشكر زوجها مساندته ودعمه الدائم لكل مشاريعها وأفكارها ؛وكيف وفر لها الأجواء الملائمة جدا للتفكير الجدّي والحقيقي في القمامة!!!!

"قد تنشأ منظمة عالمية تُعني بشكل خاص بمنتجاتنا الثمينة من النفايات " قالت مستمتعة باسترسالها.

قد يحدّ الإستغلال التام لبقايا الطعام مثلا من بعض المجاعات في الدول المجاورة الفقيرة !

أو قد يشجع على تشغيل لرؤوس الأموال لبعض الدول المجاورة الغنية !

ستكون بهذا مواطنة صالحة جدا منتمية جدا ..سيعترف بها دوليا ..

وقد ربما ..يتم ترشيحها لمسابقة عالمية لاختيارها كملكة القمامة!.

Miss Rubbish

ستضع التاج فوق رأسها بمنتهى الوقار ،وتسير كملكات الجمال ،مثلهن تماما بتؤدة ،وخفة "لن يحتاج الأمر للحمية أو لعمليات الحشو والشد المؤلمة "_فكّرت وهي تسير فوق بلاطات المطبخ برفق _ لأنها ستكون كما هي فريدة جدا من نوعها ، وستشعر وقتها أنها ولأول مرة في حياتها يتحقق لها حلم حتى النهاية وكما تريد تماما!

:

:



في هذه الأثناء وحين كانت تفكر وتسترسل في خيالاتها المجنونة أيضا وأيضا تعيشها تلك اللحظة النادرة من الزمن ؛وإذ بهزة أرضية خفيفة على مقياسها الأنثوي جعلتها تهبط بفكرها المحلق أرضا ،أصوات تقترب تعلو تخفت ،صراخ وخبط وضرب وطرق للباب بعنف ؛كان زوجها ومعه جيش من الرعية المبجلة ، نظر لها وقد تضخم حجمه مرتين ونصف ..وازداد طوله ذراعين وشبر ، وأشار بطرْف يميل إلى الحمرة المشتعلة أو يكاد إلى كيس قمامة كبير كان يتكيء على عتبة الباب الرئيس وبين زئيره الموشك هذا الملك ، وموائها المتطّلب تلك الرعية والتي ما زالت تقفز بفوضى رتيبة ،شدّت على شعرها ما تطاله يدها وحزمت كيس القمامة وحلمها (!) وذهبت به خارجا ..بعيدا حيث يجب ..ألقته ، ثم عادت خاوية اليدين من كل شيء من أي شيء ، وكم كان ذلك مريحا ! وهادئا ..!وسريعا!





_انتهت_



منتديات الساخر

" سقْطُ " قلب

كان الوجوم باد على وجوه الحاضرين في الغرفة ..كانت عتمة غمّ قد حطت بستارها حوالين الجميع ..نظر الضابط تجاه المرأة وهي تضم بقوة طفلا رضيعا ..كانت تشده جهة اليسار ..حيث يخفق القلب دندنة حنونة لم تألفها من قبل أذن الطفل..


-"من تكون ؟"

-".. زوجتي يا سيدي ..."..

-"حسنا تحديدا ما الذي حدث ..؟"

"كان الهواء فجر اليوم شديد البرودة ..كنت متوجها لرفع الأذان لصلاة الفجر ، لم أدرك مصدر ذلك الصوت إلاحين اقتربت أكثر من باحة المسجد..كان .."

كان غصة تعصر كل فؤاد قادر على أن يخفق وسط زحام اليأس ..كان حسرة تأكل كل قلب تصحرت سويداءه لكثرة البؤس..كان ممددا أرضا فوق عتبة المسجد.. يلفه بعض قماش بالٍ لا يقي من هلاك ولا يسد قرصة الهجر!

"حملته يا سيدي ..وأسرعت به نحو الدار ..حيث تلقفته زوجتي بكل اللهفة التي تملكها ..و لا تزال تحتضنه مذ ذاك الوقت ..كان .."

كان يبكي بدموع سخية مالحة .. أشد ملوحة من هدرة البحر حين تعصف به موجات الحياة العاتية.., غزيرة ..أكثر غزارة من هطلة المطر حين يستحثه يباس الأرض القاحلة.. ,موجعة ..أكثر من طعنة غدر في ظهر كبرياء غافل ..

-" هات عنك يا سيدتي .."

خاطبها الضابط راجيا ..

شدّت عليه أكثر ضمته قريبا من خفقها أكثر ..اعتصرت ألمها وغيظها وحرقتها ,..تحركت شفتاها غصبا :

- "..لا ..!!"

-"هاتيه يا امرأة ..دعيه يأخذه....لا حول ولا قوة إلا بالله .."

تشبثت به أكثر ..قلّبت ناظريها بينهم الواحد تلو الآخر ,..كان الجميع يتأهب كي يأخذه منها لدار الرعاية ..أو إلى حيث يجب أن يلقى العناية اللازمة .

..وكانت هي لا تزال تقلب ناظريها تصفع وجوههم باستفهامات كثيرة

حدقت في وجه زوجها مستنكرة مستغربة حوقلته ,..تطلعت تجاه الضابط الذي يريد تسلم الطفل منها بقوة ..,شعرت أنه يتجرأ عليها أنه يتجاوز حدود الأدب معها ..أنه يتصرف بوقاحة معها:

-"من يقدر على فعل هذا ..؟؟"

أشاحت بنظرها عنهم نحو السماء التي تتراآى لها رغم السقف الإسمنتي ..وغابت في وعيها وكأنها تتدارك صرخة تجتاح صدرها بشدة..شدت على أجفانها كي تعينها على ذرف دموعها التي تجمعّت في المآق لوعة ً ..هزّت رأسها بعنف حتى تتمكن من رؤية ذلك الطهر الذي تلفه بذراعيها

-"من فعل بك هذا ..أخبرني يا .. يا ولدي !!"

قالتها همساً "يا ولدي..!"

أخذت تتحسس وجنة الطفل بوجنتها شعرت بحرارة دمه البكر يتدفق أسفل جلدها .. شعرت بروحه العذراء يلملمها الخجل عميقا في داخله ..كانت شفتاه تتحركان حركة عفوية لالتقام ثدي أمان لا ينضب .. كانت جهنّم تأجج داخلها

حدقت بهم مرة أخرى ..بغضب هذه المرة ..

-" علموهن كيف يحترفن فلا يخطئن!.."

-"حسبي الله ونعم الوكيل ..هاتيه يا امرأة هذا ليس وقته .."

بدأ صوتها يتهدج ..يضعف ..يتوسل ..

-"لا ..!!..علموهن كيف يحترفن .... !.."

-"أستغفر الله العظيم ..أسكتي.. هاتيه .. عنك يا امرأة ...لا عليك ..لا بأس ..هاتِ " أخذ يحتضنه برفق وظلت تشده تجاه خفقها ..تود لو تحبسه أضلعها فلا تسلبها يد إياه ..تعلقت أنامله الصغيرة بخصلة من شعرها خلسة.. فنهضت كي لا تسرّع تفلتها من بين يده فتؤذيه..,تشممت عقلات أصابعه الصغيرة التي أحاطت إبهامها على الفور برقّة ..ثم ارتمت فوق مقعدها واضعة يديها على فمها محاولة اسكات الوجع الذي بدأت تزفره بعنف..

كان الأيادي تتناقله الواحدة تلو الأخرى ابتداءا من يد زوجها الذي ناوله للضابط ...حتى اختفى في نهاية الغرفة ..كسحابة في زرقة أو كزورق في لجّة ..

بدأ نشيج بكائها يعلو ..حين استأذن الرجل كي يمضي بها لدارها ..

كانت لا تزال تعانق بذراعيها جسدها ..تشد على الجهة اليسرى بقوة ..تهدهد لقلبها كي ينسى أو يسلى..

تناول كأسا من الماء ..وبعض دواء كانت تستعين به علّ أن تنبت روحا داخل أحشائها ,كانت تعلم جيدا أن جرعة الأمومة التي تناولتها ذلك اليوم تغني عن كل علاجات العالم،....ربّت على كتفها بيده الراجفة ,..توسّد أذكار النوم ..وتنهد كل الحزن الذي جثى فوق صدره ذلك اليوم ..وغفى بعد أن تسللت دمعة قهر خارج جفنه المطبق .



.

.
منتديات الساخر







لا يحدث..

السير في شوارع عمان متعب للغاية لا أتحدث عن السير في الشوارع العامة الرئيسة ؛ تلك التي تزدحم بالسيارات والجسور الخاصة بعبور المشاة ؛ والتي ترغم الكثير من المشاة على اقتراف جنحة المجازفة بحياتهم على أن" يتشعبطوا "كل تلك الممرات المعلقة في الهواء ليقطعوا للضفة الأخرى من الشارع ..لا أتحدث عن تلك الشوارع التي تمتليء بالكثير من المحلات التجارية و(المولات) وعربات القهوة المترامية على الأرصفة تلك التي تتوقف عندها الحافلات وسيارات الأجرة فقط ؛ حيث يسرع (الكنترول) كي يجلب كوبي قهوة ساخنين واحد له وواحد ل(الشوفير)...؛ هذه الشوارع التي تمتليء بسيارات مسرعة وأخرى مصطفة حوالين المحال الضخمة والتي عادة تكون محال أثاث ،كهربائيات ، مطاعم فخمة أو صالات لعرض السيارات...والتي عادة أيضا ما تقطعها راكبا ..لأنها ليست للسير على الأقدام..


فهذه الشوارع تمررني _حين أحظى بمقعد شاغر في باص عمان - السلط..هذا الذي عبره أستطيع أن أقطع الشريان الرئيس لعمان ببساطة .._ إلى تلك الشوارع المتعِبة تلك التي تكون في الخلف لضواحي وبيوتات تتراكم بهدوء وأناقة..

أغلب الدوائر الرسمية التي أريد تحتل مكانا بين تلك البيوت في تلك الضواحي ؛ وأغلب تلك الدوائر لا تصلها إلا بسيارة أجرة خاصة أو مترجلا! وأعتقد أن أحدا لا يفعل الثانية !

وكي لا أتكبد عناء أشياء كثيرة كأحاديث جانبية يتشكى فيها سائق الأجرة من وعثاء الحياة وعناء العمل ..أفعل أنا الثانية!

أترجل في تلك الشوارع الهادئة البعيدة المنزوية ، أحيانا تكون صعودا كما يليق بجبال عمان وأحيانا أخرى هبوطا ولكنها لا تختلف في الصمت او الأناقة والتنسيق

هل جربت ذلك في يوم ما .؟

عليك أن تفعل .

بين "ابئا طل ابئا سآل .." تارة و "..ع بالي حبيبي .." تارة أخرى و "دير بالك ع بلادك .." تارة ثالثة ..تتقلب مسامعك..

يزيد ما تسمعه من مسجلة الحافلة ما تعيشه من مغامرة الطريق من ازدحامه و تخابط الحافلات بعضها ببعض ، تشاحن السائقين فيما بينهم بمنتهى التهور والاستهتار تراشق الشتائم أو التحيات لبعضهم البعض؛ وأنت جالس منضبط لا تنبس إلا بـ : "أنا " ؛ حين يسألك الكنترول : "مين ظلله باقي يا خوان " أو : " عندك يخوي " ؛ حين يغفل عن مكان نزولك ..بقية الطريق تجلس لوحدك تتأمل الطريق والمحال والناس تترامى هنا وهناك تنتظر من يقلها ربما لموقف رغدان في وسط البلد ..وربما للجامعة أو للعبدلي..أو قد يباغتك الكنترول بفتاة تجلس بجانبك فتجلس متقوس الظهر متكوم القدمين على حافة المقعد..آه ..طبعا هذا يحدث مع النساء فقط !

الفتيات فقط يجلسن ثلاثة في مقعد مخصص لإثنيين أو إثنتين في مقعد مخصص لشخص واحد الشباب لا يفعلون هذا أبدن!..

رغم الزحمة ووسط كل هذا ..أصبحت أنصِت كثيرا لما يذاع، وأبدأ في تتبع ما يحب السائق أو ما يرغمك على سماعه .

وعلى ما يبدو أفادني هذا بشكل أو بآخر ،فلم أعد حقيقة أشعر بالغربة حين أتواجد في أعراس النساء!!

هل ركبت مرة باصات عمان السلط؟

هل سمعت إذاعة (حياة إف. إم. ) صباحا في إحدى الحافلات؟

كان يقول (عدنان حميدان) موجها حديثه (للشوفيريه) وأصحاب (التكاسي) :"إنتوا بس شغلوا حياة اف ام واتركوا الباقي علينا"

..الله يسهل عليك يا عدنان



تتورم قدماي من المشي في تلك الشوارع كلما فعلت ..ستقول لي "حذائك" ليس ذاك ..أي حذاء أرتديه يفعل بي هذا وكلما عدت إلى البيت سارعت بالسير حافية على البلاط البارد كي فقط تخف الثآليل التي قرحت قدمي ..حسنا ربما مقاس حذائي غريب 37 و(نص)! (النص ) هذا ربما هو ما يفتعل تلك المشاكل وليست الطريق ! .

الشوارع هناك صامتة –أخبرتك-!..منسقة جدا..الأبواب الزجاجية ضرورة حتمية لكل مدخل ، تملأ حيزه كنبات من الخيزران إنه المفضل هنا وكأنه علامة للبذخ !..والكثير من القوارير الضخمة جدا ، والأزهار في مثل هذا الوقت تكون في أوج نموها ..الألوان يا إلهي ..

لن تصدق..حتى ترى ..

أوَ تراك تفعل؟

لماذا طلبت مني أن ألتقيك هناك؟ في ذاك المقهى بالتحديد؟

لا أنا لا أفعلها عادة ،لا أجلس في هكذا مكان ولوحدي ..وأنت تعلم أنك لن تأتي فلماذا فعلت ذلك ..؟

جلست وطلبت كوب قهوة ..أحضر لي النادل وهو يبالغ في الإبتسام ..ليس من عادة النساء أن يجسلن هنا ؛ على الأقل ليس وحدهن !

لا بأس سيتجاوز الأمر بعد رحيلي بدقائق ..

ألا تراه سيفعل ..؟

لست أدري إن كنت سأبقى هنا أم أتابع سيري في شوارع عمان الغربية

لن تجد مارا ولا عابرا بالكاد ستجد سيارة تمر بجانبك تنبهك بزامور قوي

لا ألتفت

أتنحى جانبا مقتربة من الرصيف أكثر و أظل أنصت لأفكاري تتصارع داخلي بمنتهى العناد..وكثيرا ما تضيع بي الطريق الملتوية هناك والتي تخلو من أي شارات لدلالة على تجاه سيرك ..فأتبع حدسي أيضا..وأيضا حتى أصل للشارع الرئيس !



خرجت..فالنظرات لا زالت تتابع جلوسي وحدي هناك في ذلك الركن الذي خطر لي أنك قد تنتظرني فيه.



أظنني عدت للمشي

ظللت أمشي، العودة ليست بتلك السهولة ايضا

اعتدت السير طويلا واعتدت التقرحات في قدمي واعتدت الإزدحام وحدّة صوت فيروز أو "..على طريق السلط ياما مشينا ..وان تعبت الرجلين نمشي ع ادينا.." أو أي شيء تضج به المحال التجارية أو الحافلات وأحيانا سيارات الكشف التي يفضلها الشباب .

ألِفت كل الأشياء جدا ..حتى أن تجلس عجوز بجانبي فتبادرني بابتسامة حنونة لأرد عليها بابتسامة بريئة كإذن مني كي تسترسل بأي حديث تريد..وتفعل ..فأظل أنصت لها بمنتهى اللباقة إلى أن تنصرف إلى حيث وجهتها .أو حين تسألني إحداهن عن مكان ما فأدلها رغم أنني لا أعرفه.. ولكنها سرعة البديهة يا صاح .

النظر في واجهات المحال التجارية متعة ..أمارسها لا كعادة النساء للشراء أو ممارسة هواية (الشوبنغ ) ولكن كي أتأكد أنني لا أرغب في الشراء .فلست أدري أحيانا ما هي نوع الذائقة التي يتمتع بها أصحاب تلك المحال ..؟ ولكني أحب النظر وتقليب الواجهات وألبي دعوة البائع دائما حين يقول لي "تفضلي خيتي . عنا تشكيلة جديدة"!

أقلب الأشياء وأبدي إعجابي أحيانا أخرى إمعانا في اللباقة ولكن أعلم تماما أنها لا تناسب ذوقي.

فإما أن تكون القطعة متقنة جدا أو لا داع للشراء من أصله...وفي كل شيء هكذا تسير الأمور معي إما الأفضل جدا ،أو ليس هناك من داع لأي شيء ..سأقبل بأي شيء وأي كان ..أنا أتفادى

( النص) ألا ترى!

أحب أن أبتاع بطريق العودة من محل( أبو الحافظ) بعض التمر رفيق قهوتي الحميم ..أحب بقالته الصغيرة المنزوية ، نتزاحم فيها كثيرا كلٌ يبحث عن طلبه، لديه الكثير من الأعشاب التي تصلح لشتى الأمراض ، أحيانا تجد البعض يهمس له ثم يشير برأسه مومأ فيحضر له طلبه بالكثير من الحرص ،وأحيانا تجد أحدهم يتلفت يمنة ويسرة شارحا للآخرين ما يعاني منه ومدى أهمية هذه العشبة التي قام بطلبها في شفائه، فيبادره الأخرون بالثناء على العشبة وربما إدعاء تجربتها أو تأكيد (مفهومية) أبو الحافظ في إنتقاء أعشابه.

لديه بعض النباتات والزهور أيضا ؛ تتوفر لديه فقط في هذا الوقت من السنة .

-" قديش حقها " كانت هذه العجوز الممتلئة بتجاعيد تدل على عدد السنون التي أمضتها تسأله وسط الزحام

..-" 75 قرش يا حجة "

-"كثير يا خالتي"

مو كتير والله يا حجة ..بس لو كنت مكانه لأعطيتك ياها ببلاش ..

تذكرت زرايع جدتي لأمي كانت كغابة في المنزل ، تذكرت كيف أنها ماتت حين ماتت جدتي بقولوا "الزريعة بتلحق صاحبها" ..

"هي الزريعة رح تموت وراك يا حجة " كدت أهمس لها ..تأملت وجهها مرة أخرى وكأني أتشبع منه ،ثم حملت 2 ك تمر _فهذه المرة نوعه جيد جدا لذا ضاعفت الكمية_ ومضيت ..

الشوارع وحيدة جدا حاول فقط حين تسير فيها أن لا تحدق بوجوه المارة وستشعر كم هي وحيدة .





هل أتيت ..هل كان ذلك أنت الذي دخل للتو ذلك المقهى .؟

ربما!

فكل هذا لا يهم ..لأنه ليس من المفترض أن نلتقي ..أحيانا حين تسرح بي الأفكار _وأعتذر_ وقتها حين أنتهك حرمتك في خيالي وأتتبعك وأجعل أتلصص عليك ،وأصر على أن أراك في مخيلتي سعيدا جدا، تزوجت وأنجبت الكثير من الأطفال، زوجتك تحبك جدا وأنت تحبها والأهم أنها تعتني بك جيدا؛ ..أظنك تعمل في مجال التصوير أو التصميم الفوتوغرافي وأظنك ناجحا جدا ..أتخيلك وأنت تطرح أعمالك فتتنافس عليك الشركات الكبرى ..وأراك لبقا جدا وطفولي أحيانا كثيرة!

ألست كذلك ؟!.

أتخيل كم تحب السفر وكم تحب أن تتأمل أطفالك من بعيد حركاتهم ضحكاتهم حزنهم وحتى تمردهم ..وكم تحب أن تستفز زوجتك الطيبة وهي لا تفهم ما تريده أنت من كل هذا ..فتضحك وتضم رأسها إلى صدرك فتهمس هي لك "الله يخليلي ياك" فتبتسم أنت لها بمنتهى الرضى.

أتخيل حياتك بمشاكل صغيرة مؤقتة ومنضبطة ، فأنت تمسك بزمام الأمور دوما وتحرص كثيرا على أن تدرس خطواتك قبل الإقدام عليها بمنتهى الدقة ..ثم أتخيل أنك لا تعيش حياة باذخة لكنها كافية للحد الذي تريد ماديا ..وأتخيل أنك تملك الكثير من الدهشة لكل شيء ، و"تهتم" ..بكل شيء وبأي شيء .

أشياء كثيرة قد أتخيلها عنك قد تكون حقيقة وقد لا تكون وكل هذا لا يهم ..فليس من المفترض أن أعرف عنك أي شيء.

أحيانا أتخيل أنك تعيش قريبا جدا مني ..وربما تعرفني معرفة عابرة أو سطحية أو ربما عملت معك في ذات المجال ذات مرة ربما أعجبك عملي جدا ،أو ربما وجدته يشبه عملك جدا فكرهته ،فنحن أحيانا نكره من نرى أنفسنا فيهم حين لا نعرفهم !

ربما صافحتني _في خيالي _ ممتناً لجهودي في المشروع الذي تعاونا عليه ..وربما همست في ذاتك "كم هي رائعة" أو لم تقل ذلك ؟

بربك؟!



أتخيل أنك أصريت على والدتك ذات يوم أن تزور والدتي زيارة ودية وتطلب منها أن ترانى ولكن أمي كانت مشغولة كالعادة وقتها ووالدتك لم تحاول مرة أخرى ..كالعادة أيضا! وأتخيل أنه في اليوم التالي جاء أحدهم بصحبة والدته وانتهت هناك حكاية كان يجب أن تبدأ!

أتخيل وجودك في مكان ما في هذه الحياة وفي هذا الوجود وأتخيل لو أنني أعرفك .

-لا تقلق - لن أقترب منك كثيرا فقط أريد أن أعرفك من بعيد فقط .أتخيل أنك ستمر قريبا من هذه الكلمات ، وربما ستثني عليها وربما لن تلقي لها بالا وربما فعلا تذكرك بتلك الحديقة التي جلست فيها وذلك المقعد الذي لم تمسح غباره حين جلست عليه دون أن تدري لمَِ!

لا أقصد أي شيء ولا تظن أنني أحاول طرق الباب ..ولكن هذه متعة أن يكون لديك خيار حتى لو لم تختره ! لاحظ حتى أنني أتحدث معك في مكان عام! لم أختلي بك ولا واعدتك سرا حتى أنك حين كنت أتحدث معك ربما قرأني كل الناس ..عداك!



أرأيت كيف تتفجر الخيالات لمجرد السير في شوارع عمان .





وكأنك قد جلست في مقعدي و طلبت القهوة أيضا!

هل ستطيل الجلوس هناك ؟

هل ستتأمل المارة كما فعلت أنا وهل ستتجاوز النظرات التي ستلاحقق لمجرد أنك تجلس لوحدك كما فعلت أنا ؟

تعال ..أريدك الآن أن تخرج من هذا المكان ..أريدك أن تذهب وتنتظرني في الحديقة التي في جبل اللويبدة ..فهذه الحديقة هادئة جدا _على ما أذكر _..ستجد شجيرات يسمونها (الحزينة) وستجد هناك مقعد تتدلى فوقه هذه الشجيرات بأغصانها وأوراقها الناعسة ، إجلس وانتظر مجيئي الذي لن يحدث أبدن ،إنتظر كما فعلت أنا وانتظرتك في المقهى الذي طلبت ..ستجد أثار أقدامي تعلو هذا المقعد لا تمسحها دع غبارها يعلق بملابسك ..فهذا يحد من الوحشة صدقني!..أقدامي وقتها كانت صغيرة لم يكن هناك أي (نص) في نمرة حذائي ،كنا نتقافز لعبا وطيشا وكنت أحب الجلوس على مسند المقعد وأضع قدمي الصغيرتين فوق المقعدة ..أغمض عيني وأرفع رأسي للأعلى .. ربما كي تغطيني الأغصان أكثر فلا أرى أحد فأشعر أنني لوحدي في عالمي الأخضر !

لم أجد باصات السلط عمان ..ركبت باصات صويلح ولأني أعيش في (النص) بين محافظتين كان علي أن أطلب سيارة أجرة خاصة وأن أتورط بحديث جانبي مع السائق ، أقسمَ لي أنه يبدأ عمله من بعد صلاة الفجر ، وتحدث كثيرا عن زوجته صغيرة السن وعن طفلة أكد الطبيب له أنه إن لم يتدخل لإجهاضها سيخسر زوجته ، وأقسم كثيرا أنه كان يتصدق كثيرا وقتها كي ينجي الله طفلته وزوجته ..وأقسم أكثر وهو يتحدث عن جمال طفلته وصحتها وكيف حماها الله من تدخل الطبيب الغبي .



كيف وجدت الحديقة؟ أعجبتك؟!

لا زلت تنتظر ..

لا يوجد وقت محدد، عليك أن تنتظر بقدر ما تريد أوحتى تشعر أنك لا تريد .

فليس من المفترض أن آتي ..وليس من المفترض أن تنتظر..وكل هذا لا يحدث أصلا .







منتديات الساخر